كشف مسؤول أمني أن السلطات التونسية خصصت 22 ألف عسكري وحوالي 20 ألفاً من رجال الأمن لتأمين حسن سير انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، التي تجرى الأحد المقبل. الصندوق هو الحكم وقال ممثل وزارة الدفاع الوطني، العميد مختار بن نصر، إنه بالإضافة إلى 22 ألف عسكري من مختلف الرتب التابعين للجيوش الثلاثة، جرى تخصيص 2500 وسيلة نقل بري و14 وسيلة نقل جوي وقارب بحري لنقل صناديق الاقتراع وكل متطلبات العملية الانتخابية. وأضاف أنه سيجري تأمين كل مركز من مراكز الاقتراع البالغ عددها أكثر من 4500 مركز بعنصر عسكري مسلح قار تحت إمرة ضابط، فضلاً عن تسيير دوريات عسكرية ومشتركة مع الأمن الوطني والاحتفاظ بعنصر تدخل فوري للتدخل عند الاقتضاء. من جهته، قال هشام المؤدب، ممثل وزارة الداخلية، إن الوزارة قامت بدراسة أمنية لكل مركز اقتراع، وجرى تخصيص عدد يتراوح بين 2 و10 أعوان لكل مركز، حسب ما تقتضيه الحالة. وأكد أن الانتخابات المقبلة ستجري في أحسن الظروف من الناحية الأمنية، داعياً إلى "عدم تصديق الإشاعات التي تروج لعكس ذلك". وكشف من ناحية أخرى أن الأجهزة الأمنية تمكنت، بالتعاون مع فرق من الدرك والجيش الوطنيين، من إيقاف 5500 شخص، منذ بداية أكتوبر الجاري وإلى حد الآن. ودعا جميع المواطنين، الذين يملكون أي نوع من أنواع السلاح بما فيها أسلحة الصيد، إلى تسليمها للسلطات المعنية حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون، فضلاً عن دعوتهم إلى الإبلاغ عن أي سلاح يجري رصده. ورداً على سؤال حول التعامل بمكيالين تجاه مسيرات الأسبوع الماضي، أكد المؤدب أن وزارة الداخلية تقف على المسافة نفسها من جميع الأطراف، باعتبارها طرفا محايداً، وأن كل ما في الأمر أن المشاركين في مسيرة الجمعة لم يمتثلوا لأوامر قوات الأمن، عندما جرى منعهم من التقدم إلى ساحة القصبة، بالإضافة إلى عمدهم رشق قوات الأمن بالحجارة. يشار إلى أن المظاهرة، التي شهدتها تونس، الجمعة الماضي، نظمها الإسلاميون، احتجاجاً على بث قناة "نسمة" لفيلم إيراني يجسد الذات الإلهية. من جهة أخرى، أفاق أهالي الضاحية الشمالية للعاصمة تونس على صورة عملاقة للرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، في مدخل المدينة، ما أثار ذهولهم قبل أن يكتشفوا، لاحقا، أن الأمر لا يزيد عن عملية دعائية طريفة لحثهم على الانتخاب، الأحد المقبل، وعلى اليقظة إزاء مخاطر عودة الديكتاتورية. وقامت جمعية "التزام مواطنة"، التي رأت النور بعد الإطاحة ببن علي في 14 يناير الماضي، بتعليق الصورة على واجهة مسرح "الكراكة" في حي حلق الوادي، في إطار حملة تقودها لحث التونسيين على المشاركة بكثافة في أول انتخابات تقام في تونس بعد الثورة، التي أنهت 23 عاما من الحكم المطلق. ويظهر مقطع فيديو انتشر سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي أطفالا وكهولا، نساء ورجالا، وقد وبدت على وجهوهم علامات الاستغراب والدهشة، وهم ينظرون إلى الأعلى لينكشف، لاحقا، سبب دهشتهم: صورة عملاقة لزين العابدين بن علي تذكر بما كان عليه الوضع قبل فرار الرئيس المخلوع. وبعد برهة ذهول قام عدد من المارة، وسط تصفيق الحاضرين، بنزع صورة بن علي ليجدوا تحتها معلقة ثانية كتب عليها باللهجة العامية "أفق الديكتاتورية يمكن أن تعود" و"يوم 23 أكتوبر، امشي صوت".