انعقد بضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، بجبل العلم (إقليمالعرائش)، الملتقى الأول للزوايا الشاذلية بالمغرب، تحت شعار "تأهيل الزوايا المغربية في بناء المغرب الجديد". ويأتي هذا الملتقى، الذي نظمته جمعية الزاوية الريسونية يومي 15 و16 أكتوبر الجاري، تجديدا للبيعة الشرعية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، وتفعيلا للتصوف السني، باعتباره أحد المكونات الأساسية للهوية المغربية. وشارك في الملتقى ممثلو أزيد من 57 زاوية صوفية من ربوع المملكة المغربية، وتميز بحضور علماء وشيوخ الزوايا، ظهر أول أمس السبت، إلى مقر ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، حيث أقيمت حلقات الذكر، ورفعت أكف الضراعة إلى الله عز وجل بصالح الدعاء لأمير المؤمنين الملك محمد السادس. وجدد المشاركون في الملتقى، الذي اختتم أمس الأحد، بالزاوية الريسونية بتازروت، الإخلاص والمحبة لإمارة المؤمنين، باعتبارها ضمانة لحفظ المصالح الدينية والدنيوية للعباد والبلاد. وأبرز المنظمون أن هذا الملتقى يساهم في إحياء وتجديد خطاب الزوايا وفق كتاب الله والسنة الشريفة، وإعادة الزوايا إلى الوظيفة التي أسسها عليها الشيوخ الأولون بما يساهم في بناء المغرب الجديد وخدمة الدين والوطن وإمارة المؤمنين. وأكدوا أن الملتقى يحتفي بالتصوف السني باعتباره أحد المكونات الأساسية في الهوية الإسلامية للمملكة المغربية، ويسعى إلى تطبيع التصوف في الحياة العامة المغربية عبر نسج علاقات وطيدة مع الفعاليات المتعددة للشعب المغربي ومختلف شرائحه الاجتماعية. كما يروم الملتقى الإسهام في تقديم الدين الإسلامي الحنيف بالصورة الوسطية البعيدة عن الانغلاق والميوعة والمحافظة على لب الأصالة مع التفتح على المعاصرة العاقلة والحداثة الرشيدة. وأضافوا أن اللقاء مناسبة لنشر ثقافة المحبة والمودة والإخاء في صفوف الأفراد والجماعات، وإشاعة التسامح والعفو والارتقاء بالنفس البشرية إلى مدارج الرقي والنبل والفضيلة، ونشر ثقافة صلة الرحم مع الأحياء والأموات، والتحسيس بأهمية الدعاء والابتهال إلى الله، وطلب المدد منه واستمداد رحمته. وأكد المنظمون على أن الملتقى مكن من لفت الانتباه إلى مقام الشيخ الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، باعتباره علما وسط الرموز الروحية للمغاربة، وتجديد الارتباط بالزاوية الريسونية.