تصدرت الأفلام المغربية، خلال التسعة أشهر الأخيرة من السنة الجارية، قائمة العشرة أفلام الأكثر مشاهدة في القاعات السينمائية الوطنية 'نهار تزاد طفا الضو' حسب الأرقام التي صدرت، أخيرا، عن المركز السينمائي المغربي، بخصوص شباك تذاكر الأفلام، التي تعرض بالمملكة. وكشفت الإحصائيات أن الفيلم المغربي، "جناح الهوى" للمخرج السينمائي عبد الحي العراقي، الذي توج أخيرا بجائزة يوسف شاهين، في مهرجان الرباط لسينما المؤلف، تربع على صدارة القائمة بأزيد من 67 ألف تذكرة، من خلال 1483 عرضا، متجاوزا الفيلم المصري "بون سواريه" للممثلة غادة عبد الرازق، التي اشتهرت بشخصية "الحاجة زهرة"، بأزيد من 10 آلاف تذكرة، إذ لم يحقق سوى 55 ألف تذكرة، من خلال 897 عرضا، في حين لم يستطع فيلم سعد الشرايبي "نساء في مرايا"، الذي تصدر شباك التذاكر خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة نفسها، تجاوز 45 ألف تذكرة، من خلال 900 عرض، وحل فيلم "نهار تزاد طفا الضو" للمخرج محمد الكغاط في الرتبة الرابعة بأزيد من 43 ألف تذكرة من خلال 183 عرضا، واكتفى الفيلم المصري "زهايمر" للزعيم عادل إمام بالمرتبة الخامسة، بحوالي 42 ألف تذكرة، بعد عرضه 79 7 مرة، بينما حل أول فيلم أمريكي "قراصنة الكرايبي" للمخرج روب مارشال في الرتبة السادسة مكتفيا بحوالي 36 ألف تذكرة من خلال 858 عرضا، متجاوزا آخر نسخة من الفيلم البريطاني الأمريكي"هاري بوتر"، الذي حل في الرتبة السابعة محققا 35 ألف تذكرة فقط من 584 عرضا، بينما حل الفيلم الأمريكي "فيري باد تريب 2" في المركز الثامن ب34 ألفا و462 تذكرة من خلال 817 عرضا، متقدما على الفيلم المصري "بلبل حيران" لأحمد حلمي، الذي حل في المركز التاسع بفارق 300 تذكرة عن "فيري باد تريب 2"، محققا 34 ألفا و170 تذكرة من خلال 579 عرضا، بينما حل الفيلم المغربي "ماجد" للمخرج نسيم عباسي، في المركز العاشر بفارق 120 تذكرة عن "بلبل حيران" محققا 43 ألف و50 تذكرة من خلال 497 عرضا. وحسب الأرقام المذكورة، حلت أربعة أفلام مغربية في قائمة العشرة الأوائل، مقابل ثلاثة أفلام مصرية، وثلاثة أمريكية، وبهذا تكون السينما المغربية حققت إقبالا جماهيريا كبيرا، إذ استطاعت استقطاب حوالي 200 ألف مشاهد، من خلال أزيد 3000 آلاف عرض، بينما استقطبت الأفلام المصرية حوالي 132 ألف مشاهد، من خلال 2255 عرضا، فيما اكتفت السينما الأمريكية باستقطاب حوالي 100 ألف مشاهد فقط، من خلال 2259 عرضا. وحسب قراءة مقتضبة للأفلام التي تصدرت قائمة شباك التذاكر المغربية، يلاحظ اهتمام الجمهور المغربي بالسينما الناطقة باللغة العربية، خصوصا أفلام الإثارة، التي ينتمي إليها فيلم "جناح الهوى"، والأفلام الاجتماعية، التي ينتمي إليها فيلمي "نساء في مرايا" و"ماجد" والأفلام الاستعراضية والكوميدية، التي يمثلها فيلم "بون سواريه" كما يصنف فيلما "بلبل حيران" و"زهايمر" في خانة الكوميديا الاجتماعية، في الوقت الذي تراجعت نسبة مشاهدة أفلام الحركة والمغامرات الأمريكية. ورغم أن السينما المغربية حققت قفزة نوعية، سواء على مستوى الكم أو الكيف، في السنة الأخيرة، إذ وصل عدد الأفلام المغربية المنتجة سنويا، إلى 20 فيلما طويلا، وحوالي خمسين فيلما قصيرا، إلا أن هناك مفارقة تكمن في تراجع خطير لعدد القاعات. وتكشف آخر إحصائيات المركز السينمائي المغربي عن تناقص عدد دور العرض، من 250 قاعة سنة 1980 إلى 38 قاعة و62 شاشة الآن، منها 20 قاعة فقط، تضمن شروط فرجة سينمائية مريحة، ما انعكس على تراجع عدد المرتادين، من 13 مليون متفرج، اقتنوا تذاكرهم سنة 2000، إلى مليون ونصف المليون فقط، سنة 2010. وهذه كلها مؤشرات رقمية عن الحالة المتدهورة، التي وصلت إليها فضاءات العرض، نتيجة عوامل عدة نذكر منها، مشكل القرصنة، وضعف التوزيع، إذ تقلص عدد الموزعين من 40 إلى 4 في الوقت الحالي، إضافة إلى حصار القنوات الفضائية، وعدم الاهتمام بتجهيز القاعات، وتحويلها إلى مشاريع مربحة من قبيل إقامة شقق ومركبات تجارية.