قرر مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لشرطة ما يسمى بجبهة البوليساريو، الذي أبعدته الجزائر والبوليساريو، بسبب تصريحه المؤيد لمقترح الحكم الذاتي، تعليق الاعتصام المفتوح والذي يخوضه منذ فاتح يونيو الماضي، أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في نواكشوط، بموريتانيا. قال مصطفى سلمى في بيان وجهه إلى الرأي العام، وتوصلت "المغربية" بنسخة منه، إنه "بعد أزيد من أربعة أشهر ونصف من الاعتصام المفتوح، في انتظار تسوية وضعيتي، وتمكيني من الاجتماع بعائلتي، التي أبعدتني البوليساريو والجزائر عنها، منذ 31 نوفمبر 2010، قررت تعليق هذا الاعتصام، بسبب العياء الشديد"، ملمحا إلى خيارات سياسية بديلة للدفاع عن الصحراويين، ومذكرا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن "الاعتصام، أو أي صنف من صنوف الاحتجاج، وإن كان حقا شرعيا، فهو وسيلة للتعبير عن معاناة نعيشها، وليس هواية". وأضاف "إن كان كل آباء العالم يشعرون بالقلق على أبنائهم، عندما يغيبون عن ناظرهم ساعة، فإن الساعات طالت علي وعلى أبنائي، وتجاوزت السنة والنصف، في انتظار أن يشعر كل أب يجلس مساء بين أحضان أسرته بأن هناك أسرة تستصرخ فيه تلك العاطفة النبيلة، برجاء إنصافها، وتجتمع، على الأقل، كحد أدنى". وذكر مصطفى سلمى أن "تعليق الاعتصام جاء عقب معاناة في المنفى بسبب طبيعة مناخ العاصمة الموريتانية الصعب، حيث الحرارة مرتفعة، والرطوبة عالية، وكثرة البعوض، وهي أمور كانت في الحسبان، مقابل تجاهل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لحالتي". وقال " إننا نضع ثقتنا في كل أب شريف تجمعنا به صفة الإنسانية، بعد أن تزعزعت ثقتنا في هيئة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي أهملت قضيتنا، منذ أن جلبتنا من معتقلات البوليساريو، في خطوة استبشرنا بها خيرا، بعد سنين طوال من غياب الهيئة المذكورة عن معاناتنا". وعلق مصطفى في بيانه على المنتظم الدولي، بكافة مؤسساته وهيئاته الرسمية، وقال إن "المجتمع الدولي يصفنا باللاجئين الصحراويين، لكنه تركنا بيد منظمة البوليساريو المسلحة، التي تصادر كل حقوقنا باسم الشرعية الثورية، وهي المنظمة، التي صار قياديوها أقدم قادة في العالم، بعد رحيل القذافي". وجدد أمله في "حصول الصحراويين على دعم كبير من قبل الخيرين في العالم، وإيصال صوت المحرومين والمضطهدين في المخيمات إلى من يهمهم الأمر". وفي سياق ما تعيشه مخيمات الصحراويين في تندوف، من أجواء للقمع والتفرقة والميز، أصدرت منظمة "فورساتين" (منتدى مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف)، بيانا ردت فيه على إعلان ما يسمى ب"مجلس وزراء الجمهورية" الوهمية، الصادر في 10 أكتوبر الجاري، الذي ذكر أن الموسم الدراسي الجديد في المخيمات عرف انطلاقة جيدة. وجاء في بيان المنظمة، التي تهتم بالوضعية الاجتماعية لسكان المخيمات، أن ما تضمنه بلاغ البوليساريو بهذا الشأن مجرد افتراء، للتغطية على "حقائق خطيرة"، تتعلق بتلاعبات، همت المنح الدراسية للطلبة الصحراويين بمخيمات المحتجزين، وأن المستفيدين منها هم، فقط، من حاشية قيادة البوليساريو وأبنائهم، كما هو الحال بالنسبة إلى منحة متابعة الدراسة بكلية الطب في كوبا، التي اقتصرت على فئة معينة، دون إقحام باقي الفئات، التي لا ترى فيها القيادة إلا اليد العاملة والشريحة المستعبدة والمستغلة للاتجار بمعاناتها. وذكر بيان منظمة "فورساتين" أن الإعلام الرسمي للبوليساريو يسعى إلى تضليل الرأي العام الصحراوي، وإضفاء طابع الشرعية على سلوكاته، في الوقت الذي هزت فضيحة المنح الدراسية الممنوحة للمقربين شريحة واسعة من سكان المخيمات، خاصة شبابها، الذي ينخرط هذه الأيام في "حركة 5 مارس"، الداعية إلى إسقاط الوليساريو. ويحدث هذا بالتزامن مع فشل البوليساريو في عقد مؤتمرها، الذي كان مقررا في 12 أكتوبر الجاري، بسبب الاضطرابات، التي تشهدها المخيمات، والارتباك، الذي بدا واضحا على سلوك قياديي الجبهة، منذ سقوط نظام القذافي، واعتقال عدد من الصحراويين، الذين جلبهم للقتال إلى جانبه، فيما عاد آخرون من جحيم الحرب الليبية بروح منكسرة.