في إطار المعارك المتواصلة في اليمن بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح ومسلحين تابعين للثوار في العاصمة صنعاء ومدن الجنوب، لقي ستة أشخاص مصرعهم وجرح العشرات إثر سقوط صاروخين على معسكر أقامه المعتصمون في ساحة التغيير. قوات موالية للرئيس صالح أطلق الرصاص الحي الكثيف على مسيرة حاشدة في صنعاء (أ ف ب) وقال مراسل قناة "الجزيرة" إن قوات موالية للرئيس صالح تطلق الرصاص الحي الكثيف على مسيرة حاشدة في صنعاء. وكانت وكالة "رويترز" للأنباء نقلت عن محمد القباطي، مدير مستشفى ميداني في الساحة، قوله "أصابت الصواريخ عددا من الرجال الذين كانوا يسيرون في الخارج بالقرب من سوق، وهناك قتيلان وخمسة جرحى". ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي "، أمس الثلاثاء، عن مصدر في المعارضة اليمنية القول إن الجنود المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع القوات الحكومية، بعد تفجر معارك طاحنة، خلال حملة على المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وقال المصدر إنه جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين قوات الرئيس وقوات اللواء علي محسن، الذي انشق عليه. من جانبه، قال مسؤول كبير في الحزب الحاكم إنه لم يبلغ بأي اتفاق، لكنه يتوقع التوصل إلى اتفاق في وقت لاحق. وعلى صعيد متصل، قال المعارض اليمني عبدالفتاح حيدرة، في تصريحات بثتها قناة "العربية"، أمس الثلاثاء، إن قوات الحرس الجمهوري استقبلت مئات الآلاف من المتظاهرين بمضادات الطائرات وصواريخ ال"ر بي جي" ورصاص القناصة، أثناء خرجوهم بشكل سلمي. وأفادت الأنباء الواردة من اليمن، في وقت سابق، بمقتل 27 شخصا على الأقل وإصابة العشرات في هجوم جديد شنته القوات الحكومية وأنصار للحزب الحاكم على المتظاهرين المناهضين لحكم الرئيس اليمني وسط العاصمة صنعاء. وبذلك، يرتفع عدد القتلى في صنعاء خلال يومين إلى 53 شخصا على الأقل. وفي نيويورك، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بشدة، استخدام القوة ضد المتظاهرين، ودعا جميع الأطراف في اليمن إلى التزام "أكبر قدر من ضبط النفس". وقال المتحدث باسم الأمين العام، مارتن نيسيركي، إن بان كي مون "يدين بشدة الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن الحكومية ضد متظاهرين عزل في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى العديد من القتلى والجرحى". وأضاف أن "الأمين العام يعرب عن قلقه العميق حيال تصاعد العنف في اليمن، ويدعو كل الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس وتفادي أي عمل استفزازي". ودعا بان كي مون كذلك السلطات إلى حماية المدنيين وتحمل مسؤولياتها التزاما بالقانون الدولي. وكانت الولاياتالمتحدة دعت، في وقت سابق، إلى ضبط النفس في اليمن، وأعربت عن أملها في التوصل إلى تسوية الأزمة السياسية "خلال أسبوع". ونقل راديو " سوا "، أمس الثلاثاء، عن بيان للسفارة الأميركية في صنعاء أعربت فيه عن أمل واشنطن في أن يشهد اليمن انتقالا سلميا للسلطة، وأن يجري التوقيع على المبادرة الخليجية في غضون أسبوع . من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، عن قلق بلاده إزاء العنف الذي يشهده اليمن، داعيا الأطراف كافة إلى نبذ العنف والتوصل إلى اتفاق بشأن نقل السلطة في اليمن. وكانت الاشتباكات اندلعت، صباح أول أمس الاثنين، بعد يوم من مقتل 26 شخصا وإصابة 300 آخرين في هجوم شنته القوات الحكومية على متظاهرين، الأحد الماضي، وسط صنعاء. كما وقعت اشتباكات من جهتي شارع الزراعة وتقاطع كنتاكي وسط تأكيدات مصادر طبية بوصول عشرات الجرحى إلى المستشفى الميداني. وكانت عدة انفجارات هزت المنطقة المحيطة بساحة التغيير باتجاه المدخل الجنوبي، طوال ليل أول أمس الاثنين، مصحوبة باشتباكات ناتجة عن التمركز الجديد للقوات المعارضة للرئيس صالح وسيطرتها على معسكر صغير يتبع الحرس الجمهوري في شارع الزبيري. وخرجت مظاهرات في مدن أخرى في البلاد بينها تعز، حيث قتل شخصان وجرح عشرات آخرون بالرصاص في اشتباكات مع القوات الحكومية المدعومة بدبابات وآليات مدرعة. وأعلن مصدر رسمي أن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر ووسيط دول الخليج في الأزمة اليمنية أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني وصلا، أول أمس الاثنين، إلى صنعاء. ويشهد الرجلان حفل توقيع خارطة طريق اقترحتها الأممالمتحدة لتطبيق المبادرة الخليجية، التي أعدتها دول مجلس التعاون الخليجي. ويفترض أن تمهد توقيع هذه الوثيقة، التي ناقشها بن عمر مع السلطة والمعارضة تمهد الطريق لتوقيع المبادرة الخليجية العالقة منذ أشهر، من قبل نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي. وأضاف المصدر القريب من المشاورات الجارية أن "توقيع هادي لخطة مجلس التعاون الخليجي سيجري في الأيام المقبلة". وتتواصل في اليمن، منذ يناير الماضي، حركة احتجاج واسعة سقط فيها المئات من القتلى والجرحى ضد نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي يحكم البلاد منذ 1978.