المبادرة الخليجية «في حكم المنتهية» والمعارضة تتهم صالح بإفشالها أعلن المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية أصبحت «في حكم المنتهية» بسبب إصرار الرئيس علي عبد الله صالح على رفض التوقيع على الاتفاق المتعلق بالمرحلة الانتقالية للسلطة. وبعد عشرة أيام من رفض الرئيس صالح التوقيع على الاتفاق الذي اقترحته الوساطة الخليجية رغم موافقة حزبه عليه وكذلك المعارضة قال المتحدث لوكالة الأنباء الفرنسية أن «الاتفاقية في حكم المنتهية». وأوضح قحطان أن هذا الموقف ابلغ إلى دولة الإمارات التي تتولى حاليا رئاسة مجلس التعاون الخليجي وذلك في رسالة سلمت إلى سفيرها في صنعاء عبد الله المزروعي. وحمل اللقاء المشترك الذي يضم تيارات المعارضة اليمنية في رسالته الرئيس صالح مسؤولية فشل الوساطة الخليجية و»اقحام البلاد في دوامة من العنف وإرهاب الدولة». ودعا اللقاء دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي إلى «الوقوف في صف خيار الشعب اليمني وثورته السلمية». وزاد رفض صالح توقيع اتفاق المصالحة التوتر في البلاد حيث تدور معارك في صنعاء بين قبيلة حاشد الرئيسية وأنصار النظام، كما قمعت قوات الأمن اعتصاما في مدينة تعز جنوب غرب صنعاء، أسفرت عن أكثر من عشرين قتيلا. وتصاعد العنف مجدداً أول أمس الثلاثاء في صنعاء حيث سجلت اشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وفق مصادر طبية، في حين قتل في تعز (جنوب) سبعة متظاهرين برصاص الأمن فيما حصدت المواجهات المستمرة بين الجيش ومسلحي القاعدة في زنجبار (جنوب) 13 جنديا. وفي المساء، أكد مصدر مقرب من اللواء علي محسن الأحمر الذي انضم إلى حركة الاحتجاج المعارضة لعبد الله صالح، أن مقره في صنعاء أصيب بقذيفتين خلال المعارك الدائرة بين القوات الحكومية وأنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر. ولكن مصدرا عسكريا نفى ذلك في تصريح مقتضب وزعته وزارة الدفاع اليمنية عبر الرسائل الهاتفية، بقوله انه «ينفي حدوث أي قصف على مقر قيادة الفرقة الأولى المدرعة». وأكد مصدر طبي لفرانس برس وصول أربعة جرحى من رجال علي محسن إلى المستشفى الميداني في «ساحة التغيير». واتهم النظام اليمني الثلاثاء اللواء علي محسن الأحمر بالمشاركة في المعارك الدائرة في صنعاء مع القوات الحكومية إلى جانب أنصار زعيم قبيلة حاشد، وهدد بقصف مقار المعارضة. وقال نائب وزير الإعلام عبده الجندي في مؤتمر صحافي أن «قوات الفرقة الأولى المدرعة شاركت في المواجهات الدائرة في حي الحصبة وقصفت (بمدفعية) المصفحات مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الحاكم». وقتل سبعة من أنصار زعيم قبيلة حاشد أول أمس الثلاثاء في المعارك الدائرة في صنعاء مع القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح. وكانت المعارك لا تزال محتدمة مساء الثلاثاء في حي الحصبة شمال صنعاء حيث منزل الاحمر. وحذر عبده الجندي من «أن قصف مقر الحزب الحاكم يفتح الباب أمام استهداف (القوات الحكومية) مقرات حزب الإصلاح وبقية أحزاب المعارضة». وحزب الإصلاح من أهم الأحزاب المعارضة لنظام صالح. وتسيطر قوات اللواء الأحمر على شمال العاصمة وغربها في حين تسيطر القوات الموالية لصالح على باقي المدينة. وأدى التوتر في اليمن، إلى ارتفاع سعر النفط دولارين الثلاثاء مع افتتاح سوق نيويورك. وفي تعز، قتل سبعة أشخاص بالرصاص الحي الثلاثاء عندما أطلقت القوات الأمنية النار على المتظاهرين، بحسب ما أفاد ناشطون وشهود عيان لوكالة فرانس برس. وذكر الشهود أن خمسة متظاهرين فارقوا الحياة بين أيدي رفاقهم في وسط تعز، عندما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين أرادوا العودة للاعتصام في ساحة المدينة. وفي وقت لاحق، أفاد شهود أن حشودا من أبناء الأرياف المجاورة لتعز كانوا يحاولون الدخول إلى المدينة للتظاهر واشتبكوا مع الشرطة فسقط قتيلان. وذكر الشهود أن حالة فوضى تعم تعز، إحدى اكبر مدن اليمن والتي انطلقت منها شرارة الاعتصام المطالبة بإسقاط النظام قبل أن تنتقل إلى صنعاء. وأضاف الشهود أن الشوارع مقطوعة بالحجارة من قبل المحتجين. وأكدت مصادر من المدينة تسجيل انتشار امني كثيف في تعز، غداة اقتحام وإخلاء ساحة الاعتصام بالقوة ما أسفر عن عشرات الضحايا. وأعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي الثلاثاء أن أكثر من 50 شخصا قتلوا برصاص قوات الرئيس اليمني منذ الأحد في مدينة تعز. وقالت بيلاي إن السلطات استعملت لفض الاعتصام «خراطيم المياه، والجرافات، والرصاص الحي»، كما أشارت إلى سقوط عشرات الجرحى. واعتبارا من مساء الأحد وحتى فجر الاثنين، هاجمت الدبابات والمدرعات «ساحة الحرية» في المدينة وسط نيران كثيفة فيما أقدم عسكريون على إضرام النار في الخيام التي نصبها المحتجون وتم إخلاء الساحة التي تشهد اعتصاما منذ يناير الماضي. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر «ندين هذه الهجمات العشوائية التي تنفذها قوات الأمن اليمنية» ضد المتظاهرين في تعز. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون انها صدمت إزاء استخدام القوة في تعز، ودعت الرئيس اليمني إلى التوقيع من دون تأخير على خطة المصالحة التي اقترحتها دول مجلس التعاون الخليجي.