لم يجد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، بدا من مغادرة العاصمة صنعاء بعد فشل توقيع الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجية، في حين جدد شباب الثورة رفضهم أي اتفاقات تمنح حصانة قضائية للرئيس علي عبد الله صالح. يأتي هذا في وقت حثت فيه واشنطن صالح على التوقيع على المبادرة الخليجية «لبدء عملية انتقال السلطة». واكتفت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بالإعلان عن مغادرة الوسيط الخليجي الذي كان قد وصل مساء السبت الماضي إلى صنعاء ، من أجل تحريك خطة لنقل السلطة، دون التطرق إلى نتيجة زيارته. وتنص المبادرة الخليجية، التي جرى تعديلها خمس مرات، على تشكيل المعارضة حكومة وحدة وطنية واستقالة الرئيس علي صالح بعد شهر من ذلك، مقابل الحصول على حصانة له ولمقربيه، ثم تنظيم انتخابات رئاسية خلال 60 يوما. وأكد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم ، ياسر اليماني، أن صالح رفض توقيع المبادرة قبل رفع الاعتصامات ووقف الاحتجاجات. وبرر اليماني عدم توقيع صالح بقوله إنه لن يترك السلطة طالما لا يزال الوضع الأمني في البلاد «غير مستقر». وقال اليماني إن أحزاب اللقاء المشترك المعارضة تصر على وجود عناصر غير حزبية أثناء التوقيع على المبادرة، متهما المعارضة «بوضع العقدة في المنشار» والتنصل من التوقيع على المبادرة الخليجية. وتساءل عن جدوى توقيع الرئيس مع طرف لا يستطيع أن يخلي الشارع ، ولا ينهي التوترات الأمنية والسياسية، معتبرا أن «المشترك» لن يستطيع إنهاء الأزمة بل «سيخلق أزمة جديدة». وقال المتحدث باسم المعارضة اليمنية ، محمد قحطان، إن الزياني أخبر المعارضة بأنه سيغادر لعدم استطاعته الحصول على توقيع صالح، مضيفا أن الزياني لم يستطع التوصل إلى اتفاق و»قد غادر ولن يعود إلى صنعاء». وتمسك القيادي في اللقاء المشترك، يحيى أبو إصبع ، بالتوقيع على المبادرة في نسختها الثالثة التي تسلمتها المعارضة يوم 21 أبريل الماضي، وأضاف أن على الرئيس أن يوقع بصفته رئيسا للجمهورية ورئيسا لحزب المؤتمر الحاكم. أما شباب الثورة فقد حددوا موقفهم بثلاثة عناصر، أولها رفض منح أي حصانة قضائية للرئيس صالح، والتأكيد على عدم تفويض أي جهة للتفاوض عنهم، وحسم أمرهم بالزحف إلى القصر الرئاسي لإنهاء ثورتهم كما يقولون. جاء هذا التطور بعد ساعات قليلة من ترجيح المعارضة اليمنية من جهة وعبده الجندي، نائب وزير الإعلام اليمني من جهة ثانية، توقيع الرئيس صالح على المبادرة بعد إجراء تعديلات عليها. وكان الجندي قد قال إن صالح موافق على المبادرة من حيث المبدأ، لكن الحوار ما زال قائما بشأن تفاصيلها. كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر في المعارضة قوله إن موافقة الطرفين جاءت بعد إدخال تعديلات طفيفة على المبادرة، بعد توسط دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين. وقال يحيى أبو عصبة -وهو من قادة المعارضة- إنه بعد جهود أميركية وأوروبية وخليجية، وافق الرئيس على المبادرة الخليجية بعد تعديلات بسيطة، وإن التوقيع سيحدث اليوم. أميركيا، ناشد البيت الأبيض الرئيس اليمني التوقيع على المبادرة الخليجية للشروع في نقل السلطة بطريقة سلمية ومنظمة. وقال بيان، صادر عن البيت الأبيض، إن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، حث صالح في اتصال هاتفي على توقيع وتطبيق الاتفاق الذي اقترحه مجلس التعاون الخليجي كي يتمكن اليمن من المضي سريعا نحو «مرحلة انتقالية سياسية». وأضاف البيان أن برينان أبلغ صالح بأن هذا الانتقال للسلطة يمثل أفضل مسار بالنسبة لليمن حتى يصبح دولة تتمتع بمزيد من «الأمن والوحدة والرخاء»، وحتى يحقق الشعب اليمني أمله في السلام والإصلاح السياسي، داعيا جميع الأطراف إلى الامتناع عن «ممارسة العنف».