تنطلق، اليوم الأربعاء، حملة دولية للتضامن مع المناضل الصحراوي مصطفى سلمى في عواصم أوروبية وعربية، بمناسبة مرور عام على اختطافه في منطقة مهريز، في 21 شتنبر من العام المنصرم، من قبل ميليشيات جبهة بوليساريو. وفي اتصال أجرته معه "المغربية"، أمس الثلاثاء، قال مصطفى سلمى "إن اختطافي واعتقالي ونفيي خارج المخيمات جعلني أقف على فظاعة ما يعانيه إخواني الصحراويون اللاجئون في مخيمات تندوف"، وأضاف أن مرور سنة على اختطافه واعتقاله ثم إبعاده قسرا عن عائلته وأهله وعن المخيمات، كانت مدة كافية لمعرفة حقيقة مرة، هي أن الصحراويين في المخيمات ليس لهم من يحميهم من بطش البوليساريو، حتى المفوضية السامية للاجئين لا تعاملهم على قدم المساواة مع اللاجئين الآخرين المنتشرين في بقاع الأرض. وضرب مصطفى مثالا عما تعانيه أسرته وكافة الصحراويين، الذين يقصدون مكتب المفوضية في الرابوني، بما تعرض له ابنه محمد البالغ من العمر 13 سنة، الأسبوع الماضي، عندما أراد أن يسلم رسالة إلى رئيس مكتب مفوضية اللاجئين في تندوف، وتعرض للطرد ثم للتهديد، وجرت مداهمة بيت العائلة في تندوف وسرقة محتوياتها. وبمناسبة مرور عام على اختطافه، تحضر مع مصطفى سلمى في العاصمة الموريتانية نواكشوط، اليوم الأربعاء، فعاليات جمعوية وإعلامية من جنسيات مختلفة، جاءت للتعبير عن تضامنها معه في مكان اعتصامه المفتوح، الذي بدأه، منذ فاتح يونيو الماضي، أمام مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في نواكشوط، كما جاءت وفود هذه الفعاليات لإحياء ذكرى اختطافه، وإعلان دعمها له في محنته، التي يواجهها، بسبب اختطافه واعتقاله، ثم إبعاده ظلما عن عائلته، بمجرد أنه عبر عن رأي لا يتوافق مع التعليمات، التي توجهها السلطات الجزائرية إلى جبهة بوليساريو. وبالمناسبة نفسها، تلقت عائلة مصطفى سلمى في شخص والده مولاي إسماعيلي وأخيه محمد الشيخ، وأخته فاطمة سلمى، دعوة من جمعيات حقوقية وإنسانية إسبانية، لحضور لقاء، يعقد، اليوم الأربعاء، في العاصمة مدريد، لإحياء ذكرى الاختطاف، وتسليط الضوء على معاناة المناضل الصحراوي مصطفى سلمى، الذي لم تف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بوعدها له بإيجاد حل لقضيته، منذ تسلمه من جبهة البوليساريو في دجنبر الماضي، وترحيله قسرا إلى موريتانيا. وينتظر أن يحل أفراد عائلة مصطفى سلمى، بعد محطة مدريد، بعواصم أوروبية ودولية أخرى، لتذكير الرأي العام الدولي بقضية ابنهم، الذي يعد في حالة إبعاد قسري بمشاركة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وتعاني أسرته في مخيمات تندوف الحرمان من لقائه، في ظروف عائلية صعبة جدا، تواجهها زوجته مع أطفاله الخمسة في غيابه منذ عام كامل. وفي عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسيل، تحيي فعاليات إعلامية وحقوقية، بلجيكية وعربية، اليوم الأربعاء، ذكرى اختطاف المناضل الصحراوي، المناهض للفكر الدكتاتوري الأحادي في جبهة البوليساريو، على وقع قراءة في مسار مصطفى سلمى "من الاختطاف إلى النفي"، من خلال مناقشة الإصدار الأخير، "مصطفى سلمى طريق الحكم الذاتي إلى تندوف". كما يجري التطرق إلى معاناة اللاجئين المحتجزين في مخيمات تندوف، الذين يعدهم المجتمع الدولي في طي النسيان. ومن المقرر تنظيم وقفة أمام مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في العاصمة بروكسيل، تشارك فيها شخصيات بلجيكية ومغربية، وكذا من بلدان الربيع الديمقراطي، خاصة من مصر وتونس وليبيا، للتنديد بوضع الصحراويين الموجودين في المخيمات والمحرومين حتى من حق الإحصاء كبشر، حيث تعترض السلطات الجزائرية على السماح للمنظمات الدولية بإجراء إحصاء في المخيمات لمعرفة العدد الحقيقي للصحراويين المعنيين بقضية الصحراء، وتحديد عدد وأصول سكان المخيمات الآخرين. كما يرتقب تنظيم وقفة مماثلة في مدينة شارلوروا، ينظمها أطفال بلجيكيون وأبناء الجالية العربية، للتضامن مع الطفل محمد (13 سنة) الابن البكر لمصطفى سلمى، بسبب تعرضه للاعتداء داخل المخيمات، ومنعه من ممارسة حقه كطفل في إيصال صوته إلى المسؤولين الدوليين المعنيين بحقوق الإنسان، وستضاء صورته في أمسية بمئات الشموع، يحملها أقرانه الصغار من أرض بلجيكا، لإنارة السبيل أمام الكبار لإنهاء معاناة العائلات الصحراوية في تندوف فوق التراب الجزائري.