قال المخرج المغربي، نسيم عباسي، إنه سيشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بفارسوفيا، الذي سينظم من 7 إلى 16 أكتوبر المقبل، بشريطه الروائي الطويل "ماجد" نسيم عباسي أثناء تتويجه بروتردام (خاص) الذي حصل، أخيرا، على جائزة "الصقر الفضي" في الدورة الأخيرة، لمهرجان الفيلم العربي بروتردام الهولندية، التي اختتمت فعالياتها يوم 11 شتنبر الجاري. وأضاف عباسي، في تصريح ل"المغربية"، أنه سيشارك، أيضا، بالفيلم ذاته، في مهرجان سينما الأطفال بأمستردام، الذي سينظم من 12 إلى 21 أكتوبر المقبل، ومهرجان الفيلم العربي بسان فرانسيسكو ما بين 13 و 23 من الشهر ذاته. وأوضح عباسي، الذي أكد استعداده لتنظيم جولات فنية لعرض فيلمه الجديد "ماجد" لفائدة أطفال الملاجئ، أن سبب اختيار "ماجد" للمشاركة في مهرجان سينما الأطفال بأمستردام، يعود إلى كونه ينتمي إلى سينما الطفل، ويعبر عن أحلام كل طفل محروم من حنان الوالدين بسبب اليتم. وشدد عباسي على أن فيلم "ماجد"، الذي شخص أدواره الطفلان إبراهيم البقالي ولطفي صابر، والممثلون وسيم الزيدي، وعبد الله العمراني، وعبد الرحيم التونسي، ومحمد بنبراهيم، وعائشة ماه ماه، وعزيز الحطاب، ينتمي إلى سينما الطفل، التي نفتقدها كثيرا في المغرب والعالم العربي، مشيرا إلى أن الأطفال هم المستقبل، لذلك يجب على الفن أن يرصد عالمهم ويلامس أحلامهم، ويساعدهم على نيل أبسط حقوقهم، من خلال أفلام خفيفة ومسلية، وفي الوقت نفسه جادة وهادفة. وبخصوص عنوان الفيلم "ماجد"، أفاد عباسي أن اسم الفيلم مأخوذ من اسم ابن عمه "ماجد الطفل الريفي، الذي جمعته به علاقة متينة، وتوفي نتيجة حادث بحري مؤلم أثر فيه وجعله يفكر في إنجاز عمل فني وفاء لذكراه، إلا أن الظروف لم تكن مواتية لخوض التجربة، التي اعتبرها نسيم ضرورية، رغم صعوبتها إلى حد ما، خصوصا أن أغلب المبدعين لا يعترفون بالأطفال، ولا يخصصون لهم أفلاما تواكب عقليتهم، وتحترم واقعهم، كما أن "ماجد" اسم طفولي بامتياز، لأنه مرتبط بمجلة الصغار الشهيرة "ماجد"، وسلسلتي الرسوم المتحركة "ماجد" المقتبسة من قصة الطفل الخشبي بينوكيو، و"الكابتن ماجد". وفي حديثه عن فيلمه، الذي حل في الرتبة الثالثة في قائمة شباك التذاكر المغربية، للست أشهر الأخيرة من السنة الجارية، بعد "جناح الهوى" لعبد الحي العراقي، و"نساء في مرايا" لسعد الشرايبي، أكد عباسي أن الفيلم يصنف في خانة أفلام الطفل لأنه يتناول أحلام الطفولة، من خلال شخصية الطفل ماجد، الذي يحلم بصورة لوالديه، اللذين لقيا حتفهما في حادث حريق مروع، حين كان في الثانية من عمره، وكونه عرض مجموعة من القضايا الاجتماعية، مثل (اليتم، والتشرد، والبؤس الاجتماعي، وحلم الهجرة إلى الخارج، والتطرف الديني...)، لا يعني أنه ينتمي إلى سينما الهامش كما يظن البعض، مشيرا إلى أن فيلمه الذي توج بجائزة أحسن سيناريو، وتنويه خاص للطفلين إبراهيم البقالي ولطفي صابر، في المهرجان الوطني للفيلم، خال تماما من الألفاظ المبتذلة، الخادشة للحياء، لأن الفيلم يدخل، أيضا، في خانة السينما النظيفة، التي تحاول استعادة جمهور العائلات إلى القاعات. من جهة أخرى، أكد عباسي أنه بصدد الاشتغال على كتابة سيناريو فيلم استعراضي يوظف فيه مجموعة من الأغاني والرقصات المغربية الجميلة، التي لم يسبق لأي فيلم عربي استثمارها سينمائيا، كما يستعد لإنجاز فيلم عن شخصية عبد الرحيم التونسي الشهير ب"عبد الرؤوف"، الذي بصم الذاكرة الكوميدية المغربية خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، مؤكد أن شخصية "عبد الرؤوف" شخصية فنية غنية جدا، لكنها لم تجد بعد من يسخرها لخدمة الفن السابع المغربي، عكس السينما المصرية التي خدمت كوميدييها إسماعيل ياسين، وشوكوكو، والقصري وغيرهم، وكذلك السينما الفرنسية مع بونفيل، ولويس دو فنيس، والسنيما الإنجليزية مع شارلي شابلن والثنائي لورين وهاردي. وفي السياق ذاته، أفاد عباسي أنه يعمل على مشروعين سينمائيين تاريخيين، الأول عن بطل الريف عبد الكريم الخطابي، لأنه مرتبط بمرجعيته الثقافية وأصوله الشمالية الريفية، والثاني عن سقوط الأندلس ونزوح الموريسكيين إلى المغرب، خصوصا الشمال الذي ينتمي عباسي إليه، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الشروع في أي من المشروعين، لما يتطلبانه من إمكانات ضخمة، إذ لا يجوز إنجاز فيلم تاريخي حول بطل الريف بإمكانات محدودة، قد تسيء لهذا الرمز التاريخي.