يحتضن قصر السعدي ومجموعة من الفضاءات بمدينة مراكش، من 30 شتنبر الجاري إلى غاية 3 أكتوبر المقبل، فعاليات الدورة الثانية من معرض الفن الحديث والمعاصر بمراكش "Marrakech art fair" جانب من معرض الدورة السابقة والذي يعرف هذه السنة مشاركة 48 رواقا دوليا من 11 دولة، واستضافة تركيا كضيف شرف لهذه الدورة، بحضور 7 أروقة مشهورة من إسطنبول. فبعد النجاح الكبير، الذي حققته السنة الماضية، الدورة الأولى من معرض الفن الحديث والمعاصر بمراكش، الذي عرف مشاركة مجموعة من الأروقة الدولية، يعود هذا المعرض الخاص في دورة ثانية، كما ذكرت زينب الداودي، مديرة المعرض، بمشاركة أوسع، وطموحات أكبر، تتوخى النهوض بالحركة الفنية بالمغرب، وخلق مجال أوسع لتداولها، والتعريف بأشكال وتعابير فنية لم تجد مجالها بعد في الساحة الفنية بالمغرب، وعلى رأسها فن الفيديو والتصوير، الذي تمنحه هذه الدورة من المعرض مكانة خاصة، وتخصص له معرضا في المسار الثقافي لهذه التظاهرة تحت شعار "صور متحررة"، وهو معرض يقدم مجموعة من الصور والفيديوهات لفنانين معاصرين من العالم العربي، وسيستمر هذا المعرض، الذي ستحتضنه الوكالة القديمة لبنك المغرب بساحة جامع الفنا بمراكش، إلى غاية 31 أكتوبر المقبل. وأضافت زينب الداودي، أن هذه التظاهرة ستعرف ميلاد جائزة الفن المعاصر، يمولها ويشرف عليها مسؤولو قصر السعدي بمراكش، وهي جائزة تبلغ قيمتها 15 ألف أورو، تهدف إلى تشجيع الطاقات والكفاءات الشابة، ومساعدتها على الاستمرار في مجال الفن. ويشرف على هذه الجائزة، لجنة تحكيم مكونة من مجمعين، ونقاد فنيين، وباحثين متخصصين في مجال الفن. من جهته، ذكر هشام الداودي، رئيس المعرض، في الندوة الصحفية التي نظمت أخيرا بالدارالبيضاء، أن هذه التظاهرة، التي تنظمها شركة الفن القابضة بالمغرب، المجموعة الأولى التي تشتغل في سوق الفن بالمغرب، والتي يشرف عليها، تسعى إلى التعريف بالفنون بالمغرب، وإلى خلق مجال لتسويقها، خاصة فن الفيديو، الذي انتعش بفضل الثورة الرقمية، لكنه للأسف لم يأخذ مكانته في المغرب، مشيرا إلى أن الجمع بين مختلف الأشكال التعبيرية الفنية في هذه التظاهرة، هو اختيار وتحدي في الوقت نفسه، لأن المنظمين يسعون إلى دمقرطة الفن، وتداوله من طرف أكبر عدد ممكن من الجماهير، عوض أن يظل حكرا على النخب الميسورة. وأضاف هشام الداودي أن المعرض ليس سوقا اعتباطيا للفن، بل هو معرض متخصص، اشتغل عليه منظموه على مدار السنة، واختاروا الأعمال الفنية المعروضة فيه بكل عناية، كما عملوا على أن تكون السينوغرافيا الخاصة به بسيطة وفي متناول الجميع، لأن هم المنظمين هو حث الجمهور على تذوق الفن والتساؤل بخصوص، وليس الإبعاد عنه واعتباره شيئا ثانويا. ويشارك في هذا المعرض مجموعة من الأروقة، التي سبق لها أن شاركت في الدورة الأولى من هذا المعرض، وجددت ثقتها في تظاهرة معرض الفن بمراكش، إضافة إلى 30 رواقا دوليا جديدا من أمريكا، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وروسيا، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وتونس، والمغرب. نذكر من بينها رواق إيدوين هوك من نيويورك، وإيدن من موسكو، وجون فورنيي من باريس، ورواق هوتيس من ميلانو، وفضاء الفن من دبي، ورواق أتر من جدة. ومن أجل إبراز الحيوية المدهشة للفن في حوض البحر الأبيض المتوسط، تستضيف تظاهرة معرض الفن الحديث والمعاصر بمراكش في هذه الدورة، الأروقة التركية الرمزية منها: CDA Projects، وPI Artworks Contemporary Center، كما تقدم للزوار سلسلة من الندوات، والموائد المستديرة، إضافة إلى تنظيم معارض فنية بالمواقع الرمزية بالمدينة الحمراء. يشهد المسار الثقافي لهذه الدورة، أيضا، على طموح هذا المعرض، الذي يجمع أحسن فناني الفيديو في مشاريع مختلفة بالمدينة. وبهذه المناسبة ستحتضن قاعة سينما كوليزي، والمدرسة العليا للفنون البصرية L'ESAV، وفضاءات أخرى، برمجة معدة من قبل المركز الوطني للفنون التشكيلية CNAP، وفيديوهات الفنانين المجمعة من طرف زوجين من المجمعين: جون ميشال وشارلوت أطال، وجون كونراد وإيزابيل لوميتر. كما سيكرم معرض الفن بمراكش هذه السنة المخرج السينمائي المغربي نبيل عيوش، وسيعرض خلال هذه التظاهرة فيلمين طويلين له، إضافة إلى سلسلة من الفيديوهات لفنانين شباب مغاربة أنتج لهم نبيل عيوش، مثل وحيد المثنى، وهشام جباري. ويعد منظمو معرض الفن بمراكش " Marrakech art fair" المهتمين، بتقديم طيلة أيام التظاهرة، لقاءات متميزة بفضل مسار ثقافي غني بالمعرض والتظاهرات الخاصة، وبرمجة مجموعة من الموائد المستديرة، التي ستشارك فيها مجموعة من الشخصيات المعروفة على المستوى الدولي، والتي ستسائل الفن المعاصر بالعالم العربي، كما ستفتح، خلال التظاهرة، أبواب مؤسسة فورتو Fourtou، ومنازل بعض المجمعين، أمام الزوار، إضافة إلى الإقامات الفنية مثل "المقام" ، المحدثة منذ سنة 2000 من طرف الفنان محمد مرابطي من أجل الفنانين المغاربة بقرية تاحناوت، و"دار المامون"، الحديثة العهد، التي تستقبل الفنانين العالميين.