بعد النجاح الكبير، الذي حققته، السنة الماضية، الدورة الأولى من معرض الفن الحديث والمعاصر بمراكش "Marrakech art fair"، الذي عرف مشاركة مجموعة من الأروقة الدولية، يعود هذا المعرض في دورة ثانية سيحتضنها قصر السعدي بمدينة مراكش صورة من الدورة السابقة من المعرض (خاص) وذلك ما بين 30 شتنبر و3 أكتوبر المقبلين، بمشاركة أزيد من 40 رواقا دوليا، واستضافة تركيا كضيف استثنائي لهذا المعرض، الذي يسعى إلى التعريف بالفن المغربي، وخلق مجال أوسع لتداوله. ويشارك في الدورة الثانية من هذا المعرض، التي تنظمها شركة الفن القابضة بالمغرب، المجموعة الأولى التي تشتغل في سوق الفن بالمغرب، والتي تتوجه بأنشطتها من أجل خلق متاحف وتظاهرات كبرى حول الفن والتراث بالمغرب، مجموعة من الأروقة، التي سبق لها أن شاركت في الدورة الأولى من هذا المعرض، وجددت ثقتها في تظاهرة معرض الفن بمراكش، نذكر من بينها أروقة فرنسية هي: جيروم دونوارمونت، وجون كابرييل ميتران، وجون برولي، ودي ميو، ودومينيك فيات، وماجنين أ، ولو فيولون بلو من تونس، وأتولييه 21، ورواق شارت من الدارالبيضاء، إضافة إلى أروقة جديدة تعزز مشاركتها في الدورة الثانية، مثل: إيدوين هوك من نيويورك، وإيدن من موسكو، وجون فورنيي من باريس، ورواق هوتيس من ميلانو، وفضاء الفن من دبي، ورواق أتر من جدة، ورواق الفن تحت أرضي من أكادير، ثم رواق HD من الدارالبيضاء. ومن أجل إبراز الحيوية المدهشة للفن في حوض البحر الأبيض المتوسط، تستضيف تظاهرة معرض الفن الحديث والمعاصر بمراكش في هذه الدورة، الأروقة التركية الرمزية منها: CDA Projects، وPI Artworks Contemporary Center، كما تقدم للزوار سلسلة من الندوات، والموائد المستديرة، إضافة إلى تنظيم معارض فنية بالمواقع الرمزية بالمدينة الحمراء. وعن هذه التظاهرة الفنية، ذكرت زينب الداودي، مديرة المعرض، في تصريح ل "المغربية" أنها سعيدة ببرمجة أزيد من 40 رواقا في هذه التظاهرة، ووعدت المهتمين بتنظيم لقاءات فنية متميزة بالموازاة مع البرنامج الثقافي العام للتظاهرة، وتحديدا في مسارها الثقافي، الذي سينظم "معرضا تحت شعار صورة متحررة "Images Affranchies" بالوكالة القديمة لبنك المغرب بمراكش، يجمع بين نخبة من الفنانين المعاصرين العرب، الذين بقدر ما ظلوا مرتبطين بثقافة معينة حول الصورة، بقدر ما تحرروا من الطرق التقليدية للعرض، فقدموا صورا وفيديوهات تكشف عن الخاص والحميمي، وتسائل التاريخ والذاكرة، وتطلق العنان للخيال، وتؤشر على التوترات، التي يشهدها العالم العربي اليوم". يضم معرض صور متحررة، الخاص بالصورة والفيديو، الذي أعده إبراهيم العلوي، نخبة من الفنانين المعاصرين العرب، الذين تشربوا ثقافة الصورة، وثاروا على الأشكال التقليدية للعرض، وكل المحرمات المزعومة للثقافة التقليدية، التي تناهض الصورة. وهؤلاء الفنانين هم: عادل أبيدان، وليلى علوي، وحليم الكريم، وهشام بنوحود، ومريم بودربالة، ومحمد الباز، ونينا إسبير، ونيسان كوسونتيني، وأمل كناوي، ومهدي مداسي، ويوسف نبيل، ومعتز نصر، ويزيد أولاب، ويونس رحموني، ثم فيصل سمرة. يقدم هذا المعرض شهادة عن فرادة وتنوع رؤى الجيل الجديد من الفنانين، الذين يوظفون الوسائط الجديدة في تحليل العالم المتحول، ويلاحظ إبراهيم العلوي أن "الفاعلين في هذا المشهد الرقمي الجديد كانوا، بكل تأكيد، سباقين لتجسيد مسعى شباب الإنترنيت بالعالم العربي، الذين يسخرون الشبكة العنكبوتية اليوم في خدمة بلدانهم". ويتابع "إذا كانت مطالبهم اليوم مرتبطة بالويب أو الإنترنيت، فإنها تجد صداها في الصور المتحررة للفنانين المعاصرين، الذين يشتغلون منذ أزيد من عقد من الزمن". وتكشف صور هؤلاء الفنانين عن نظرة نقدية، غير مسبوقة، للمجتمعات، والتوترات التي تعتمل فيها، ويلجأون فيها إلى توظيف استراتيجيات متعددة، واستعارات بصرية، وتكشف، أيضا، عن الخاص والحميمي، وتسائل التاريخ والذاكرة، وتطلق العنان للخيال، وتنفتح على انكسارات عالم اليوم. وإضافة إلى هذا المعرض، يخصص المنظمون لقاء حول الفن المعاصر والثورات العربية، يشارك فيه مجموعة من الكتاب، والجامعيين، والمؤرخين، ومندوبي المعارض، والمتخصصين في الفن المعاصر، بهدف تعميق النقاش حول تيمة المعرض.