شرعت القاعات السينمائية الوطنية، منذ الرابع والعشرين من غشت الماضي، في عرض الفيلم السينمائي الجديد "العربي" لمخرجه إدريس المريني، الذي يتناول قصة اللاعب المغربي العالمي الراحل العربي بنمبارك، الملقب ب"الجوهرة السوداء". ويأتي هذا الفيلم السينمائي، تتويجا للحلقة التي قدمها مخرجه، في برنامج السابق المعنون ب"وثيقة"، سنة 1985، التي سلط خلالها المريني جانبا من حياة هذا اللاعب الدولي، الذي ساهم في إبراز كرة القدم المغربية، إلى العالمية، من خلال احترافه في العديد من الأندية الأجنبية. ويرصد هذا الفيلم السينمائي، الذي حظي بالمشاركة في العديد من التظاهرات السينمائية الوطنية والدولية، قصة حياة أسطورة كرة القدم المغربية، الحاج العربي بنمبارك، ويتناول رحلة الجوهرة السوداء الممتدة من ثلاثينيات إلى خمسينيات القرن الماضي، وهي المرحلة التي كتب فيها بنمبارك اسمه بأحرف من ذهب في سجل تاريخ كرة القدم العالمية. واعتمد المخرج في هذا الفيلم، الذي يمتد على ساعة و43 دقيقة، على تقنية "الفلاش باك" ليشارك المشاهد أقوى اللحظات في مسار العربي بنمبارك وأكثرها رمزية وتعبيرا. وكان الحاج العربي بنمبارك لفت انتباه واهتمام الفاعلين في الحقل الكروي الوطني، قبل أن ينتقل بعدها خارج أرض الوطن، للانضمام إلى فرق أوروبية، من قبيل "أولمبيك مارسيليا"، و"المنتخب الوطني الفرنسي"، و"أتليتكو مدريد". وحسب إدريس المريني، فإن الفيلم أتاح الفرصة لاكتشاف ممثلين وكفاءات فنية حقيقية، من قبيل محمد خشلة، الذي جسد دور "العربي"، وهو كهل وفي نهاية عمره، ثم محسن مهتدي الذي لعب دوره وهو في ريعان شبابه وعطائه، فضلا عن الطفل ياسين الزكي، الذي شخص طفولة الحاج العربي بنمبارك، مشيرا، في حديث مع "المغربية"، إلى أنهم أبدعوا في الأدوار المسندة إليهم، فضلا عن المشاركة المتميزة لعدد من الممثلين المغاربة، من قبيل فضيلة بنموسى، وبشرى أهريش، وحنان الإبراهيمي، وعبد الحق بلمجاهد. وخلف الفيلم، عقب عرضه الأول، بمدينتي الدارالبيضاء والرباط، مجموعة من ردود الأفعال بين أوساط الفنانين، والرياضيين، والنقاد، الذي أشادوا بالشخصية المحورية لهذا العمل السينمائي، وبأهمية استحضار إنجازاته، إذ أبرزت الفنانة فضيلة بنموسى أن فيلم "العربي" هو عمل متكامل يسلط الضوء على إحدى الشخصيات التي رفعت راية المغرب عالية بين الدول، مبرزة أن الفيلم تمكن من خلق جسر للتواصل بين الجمهور وحقبة هذا الرياضي العالمي، فضلا عن القدرة التقنية والفنية العالية التي أبان عنها العمل. من جهتها، قالت الممثلة بشرى أهريش إن السينما المغربية في حاجة إلى أعمال من هذا القبيل، تقرب شخصيات طبعت أسماءها في التاريخ المغربي من الجمهور، خاصة الذين لم يتمكنوا من معاصرة زمنهم. ويجل هذا الفيلم عودة المخرج التلفزي والسينمائي، إدريس المريني، للوقوف وراء كاميرا السينما، بعد فيلمه الأول "بامو"، الذي أنجزه قبل ثلاثة عقود خلت، وهي المدة التي اشتغل فيها في المجال التلفزيوني، وأنجز مجموعة من الأعمال، من بينها البرنامج الشهير "نغموتاي". وكان العرض ما قبل الأول للفيلم، الذي شهده المركب السينمائي "ميغاراما" بالدارالبيضاء، عرف حضور نخبة من الفنانين، من قبيل عميد الأغنية المغربية الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، والممثلة نعيمة المشرقي، والمخرج عبد الرحمن الخياط، والفنانة نعيمة إلياس، وعبد الرحيم التونسي "عبد الرؤوف"، والحاج يونس، وعز الدين الصقلي، وعدد من الرياضيين، من بينهم العداءة فاطمة عوام، واللاعبان الدوليان الحداوي وعزيز بودربالة، والمدرب القيدوم عبد الله السطاتي، وحسن النفالي، رئيس النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، وعدد من الأكاديميين.