أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أمس الأحد، على تدشين مركز التكوين المهني، الذي جرى بناؤه داخل السجن المحلي بتطوان، من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، بكلفة إجمالية تبلغ 11,5 مليون درهم. (ماب) وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق مركز التكوين المهني الخاص بالرجال، والذي يوفر تكوينا في 13 شعبة. وجرى اختيار هذه الشعب في تلاؤم تام مع متطلبات الوسطين الاجتماعي والاقتصادي بالجهة، بهدف تسهيل ولوج النزلاء المستفيدين إلى سوق الشغل. وتشمل هذه التكوينات: تصميم المباني، وصيانة المعدات المعلوماتية، وإصلاح الأجهزة الكهرومنزلية، والنقش على الزجاح، واللوحات الإشهارية الضوئية، والمحاسبة، وإعداد الحلويات، والطبخ والمطعمة. إثر ذلك زار جلالة الملك، مركز التكوين المهني بحي النساء، حيث تتابع النزيلات تكوينات في الفصالة والخياطة، وإعداد الحلويات، وفي مجال النباتات العطرية والطبية، وتثمين مشتقات الحليب. ويشكل التعليم والتكوين المهني حجر الزاوية في البرنامج المندمج، الذي تنجزه مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بمعية شركائها، والذي يشمل تحسين ظروف الإقامة، وتنظيم أنشطة ثقافية، ورياضية، والتكفل الطبي، والوساطة العائلية. ويروم البرنامج تمكين النزلاء من المعرفة والخبرة، واكتساب المهارات، وتوفير جميع الوسائل، التي تسهل إعادة اندماجهم في المجتمع وولوج سوق الشغل. ويعد مركز التكوين المهني بالسجن المحلي بتطوان المركز 41 من نوعه الذي يجري إحداثه. وسيجري بحلول سنة 2012، تعميم هذا البرنامج ليشمل جميع المؤسسات السجنية التي تتوفر على بنيات تحتية ملائمة. وتتوخى العناية الخاصة، التي يوليها جلالة الملك محمد السادس، لنزلاء السجون ألا تكون المؤسسة السجنية مجرد فضاء سالب للحرية فقط، وإنما الحرص على أن تكون هذه المؤسسة كذلك فضاء يوفر فرصة ثانية للسجناء لإعداد إعادة اندماجهم في المجتمع وبالتالي استعادة كرامتهم. وبهذه المناسبة قام جلالة الملك بزيارة مصحة السجن المحلي بتطوان، حيث اطلع جلالته على ظروف استشفاء النزلاء والنزيلات. وتشمل المصحة قاعات للفحوصات، وجراحة الأسنان، والطب النفسي، وقاعة للاستشفاء، تضم عشرين سريرا، وصيدلية، ومرافق إدارية.