قالت المعارضة الليبية إنها كانت على وشك السيطرة على بلدة البريقة الساحلية النفطية، فيما قد يكون خطوة حاسمة باتجاه إعادة فتح الثروة النفطية وإجبار الزعيم الليبي معمر القذافي على الرحيل. وقال القائد الميداني في صفوف المعارضة، فرج مفتاحي، قرب خط المواجهة، الذي يمر خلال كثبان رملية تغطي قممها أشجار منخفضة إلى الشرق من البريقة، أن هذه البلدة هي المكان الأهم لصناعة النفط. ومن تل يشرف على البحر المتوسط، شوهدت طلقات المدفعية، التي تطلقها قوات المعارضة وهي ترسل سحباً من الدخان والرمال على الطرف الشمالي للبلدة، وردت قوات القذافي بإطلاق الصواريخ والمدفعية أحيانا. وقال مفتاحي إن رجالا تسللوا إلى داخل البلدة بالفعل لفترة قصيرة، وأنه يأمل أن يدخلها بكامل قوته الخميس أو الجمعة. وتساعد طائرات حلف شمال الأطلسي المعارضة في مهاجمة قوات القذافي حول البريقة بشكل شبه يومي، وقال مفتاحي إن التقدم يجب أن يجري بالتنسيق مع الحلف. وعقب سيطرة المعارضة على البلدة، سيكون عليها أن تواصل الزحف غرباً، حيث يقع الميناء النفطي على بعد 15 كيلومتراً إلى الغرب من البلدة. وقال مفتاحي إنه من الضروري أن تعزز المعارضة وجود قواتها ثم تجمعها لتزحف إلى مصراتة الساحلية، التي تسيطر عليها المعارضة في الغرب. وليبيا عضو في منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، وهي ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في إفريقيا، وتملك أكبر احتياطيات في القارة. وكانت ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل يومياً، قبل اندلاع الانتفاضة على حكم القذافي المستمر، منذ 41 عاماً، في فبراير الماضي. والبريقة واحدة من الموانئ النفطية، التي تطل على البحر بلا عمل. وبالقرب من بلدة اجدابيا في الشرق، الذي تسيطر عليه المعارضة، أجرى القائد الميداني للمعارضة، فوزي بوقطيف، يده على الخريطة، مشيراً إلى شبكة من الأنابيب، التي تسير من الصحراء الوسطى إلى الساحل. وقال إن قوات القذافي لن يكون لها مكان تتمركز فيه بعد أن تحتل المعارضة بلدة البريقة، وسيكون من السهل تطهير منطقة أنابيب النفط، التي تمر بوسط البلاد، حيث تتوزع حقول النفط بين الشرق والغرب. وقال بوقطيف إنه يتمنى أن يستأنف إنتاج النفط بسرعة عقب تأمين المنطقة، وقال إن الأمر لا يحتاج إلا إلى مختصين ليقدروا الاحتياجات المطلوبة. وبدت المعنويات بين قوات المعارضة عالية، وقال بوقطيف إنهم يتقدمون بشكل منهجي، محاولين تفادي سقوط ضحايا كثيرين في صفوفهم. وقال إن قوات المعارضة تحاصر البلدة وتستخدم المدفعية في إخلائها، وإنه لا جدوى لاقتحام المدينة والاستيلاء عليها تماماً مع تحمل خسائر كبيرة. وعلى بعد بضعة كيلومترات خلف خط المواجهة، كان بعض مقاتلي المعارضة يتظللون من الشمس الحارقة في مأوى بنوه من صناديق الصواريخ الفارغة بالقرب من قاذفة صواريخ متعددة الفوهات. ورفع أحد مقاتلي المعارضة إبهامه، مشيراً إلى زائر أجنبي "شكراً يا أمريكا". وحصلت قوات المعارضة على الصواريخ من مخازن السلاح الخاصة بجيش القذافي، بعد اندلاع الانتفاضة. وتشير العلامات على الصناديق إلى أنها مستوردة من كوريا الشمالية وكتبت عليها عبارة "قطع غيار جرافات".