قدمت فرقة الطيران البهلواني، التابعة للقوات الملكية الجوية "المسيرة الخضراء"، ظهر أول أمس السبت، استعراضا جويا رائعا، نال إعجاب الآلاف من سكان طنجة، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، على عرش أسلافه المنعمين. وخطف استعراض فرقة "المسيرة الخضراء"، أنظار الجمهور بعد اللوحات البديعة والحركات الصعبة والخطيرة، التي قام بها ربابنة سرب طائرات فرقة الطيران البهلواني على سماء كورنيش مدينة طنجة. وقدمت الفرقة، التي اكتسبت شهرة عالمية بفضل مهارة طياريها، في هذا الاستعراض، مجموعة من الحركات الالتفافية الجماعية والفردية، وحركات الطيران بالتوازي أو التقاطع، وهو الأمر الذي تجاوب معه الجمهور بالتصفيق والهتاف دلالة على الانبهار. وأبان الربابنة عن براعة منقطعة النظير وتحكم كامل في سرعة واتجاه الطائرات التي كانت ترسم بدخانها الأبيض لوحات جميلة تزين للحظات سماء مدينة طنجة، قبل أن تعاود الاستعراض لرسم لوحات أخرى أكثر دقة وجمالية. وانطلق العرض باستعراض جماعي، قامت خلاله الطائرات بمجموعة من الحركات الصعبة والمدهشة وهي موصولة مع بعضها بالحبال، وهي حركات من اختراع "فرقة المسيرة الخضراء"، من قبيل التحليق على علو منخفض والطيران بشكل دائري وتنفيذ حركة التحليق الصعودي الجماعي ثم الافتراق على شكل نافورة يجري خلاله قطع الحبال الموصولة. وتوالت الحركات الصعبة من قبيل الانحراف الصعودي الشديد نحو اليمين واليسار، وتشكيل حلقة منخفضة، والقيام بحلقات لولبية متتابعة بين طائرتين شبه ملتصقتين من انفصال حاد نحو اليمين، وتشكيل بعض اللوحات الجماعية الشبيهة بالنخلة والسهام. من بين الحركات الصعبة التي قام بها الطيارون بشكل انفرادي، على علو منخفض أو متوسط، برع أعضاء الفرقة في حركة الدوران الرأسي مع الرجوع إلى الخلف، والتحليق السريع مع تغيير الاتجاه عكسيا بشكل فجائي، والانقلاب البهلواني العمودي، وإطفاء المحرك للقيام بالسقوط الحر قبل معاودة الارتفاع. وبالإضافة إلى الحركات المتقاطعة السريعة بين طائرتين وتفادي الاصطدام في آخر لحظة، قامت فرقة "المسيرة الخضراء" في آخر لحظات العرض بتقاطعات متعددة ومتشابكة من جميع الجهات، ثم القيام بتحليق جماعي قبل الافتراق على شكل مظلة. وتأسست فرقة الطيران البهلواني "المسيرة الخضراء"، التابعة للقوات الملكية الجوية، سنة 1984، بأمر من صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني، وتعهدها وريث سره جلالة الملك محمد السادس بصابغ عنايته ودعمه المولوي الكريم. وتستعمل فرقة "المسيرة الخضراء" حاليا طائرات "كاب 232"، المصممة خصيصا للطيران الاستعراضي، والمعروفة بقدرة دفعها الكبيرة وقدرتها على القيام بمناورات حادة بشكل سلس. وكان لهذه الفرقة شرف اختراع لوحة فنية غير مسبوقة في تاريخ الطيران الاستعراضي، سميت ب "الحلقة في المرآة"، ما جعلها تطبع اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الطيران البهلواني عبر العالم. تجدر الإشارة إلى أن فرقة "المسيرة الخضراء" التابعة للقوات المسلحة الملكية نظمت استعراضا مماثلا بشاطئ مرتيل، ظهر أمس الأحد.