اتفقت الهند وباكستان، أول أمس الأربعاء، على الالتزام بإيجاد حلول لكافة القضايا العالقة، ومن ضمنها النزاع الحدودي البحري، والمياه المشتركة. وأوضح بيان مشترك، توج محادثات وزيري خارجية البلدين في نيودلهي، أن الهند وباكستان جددا التزامهما ب "إيجاد حلول ودية وفي أقرب الآجال" لكافة هذه القضايا، ومنها النزاع الحدودي البحري المشترك، حول منطقة "سير كريك"، الفاصلة بين البلدين، بهدف بناء علاقات أساسها السلام، والاستقرار، وحسن الجوار. وكان البلدان دخلا في سلسلة من المحادثات حول هذه القضية، التي تسببت في نزاع بينهما، استمر منذ تقسيم شبه القارة الهندية. وتتمتع المنطقة، وهي شريط ضيق يفصل بين ولاية "غوجرات" الهندية، وإقليم "السند" الباكستاني، بطول 96 كيلومترا، بأهمية استراتيجية من الناحية العسكرية، بالنسبة إلى الهند وباكستان، بالإضافة إلى التوقعات، التي تشير إلى أنها غنية بالثروات النفطية والمعدنية. واتفق البلدان، خلال هذه المباحثات، على القيام بمسح مشترك للمنطقة البحرية المتنازع عليها، وتبادل الخرائط والتقارير بشأنها. وستبدأ عمليات المسح في المناطق المائية والمستنقعات، التي تقع قبالة الشريط الساحلي بالمنطقة. يذكر أن الهند وباكستان يتقاسمان حدودا مشتركة يصل طولها إلى 553 كيلومترا. من جانب آخر، أكدت الهند وباكستان التزامهما، نصا وروحا، بمعاهدة "الأندوس"، التي وقعها البلدان عام 1960، لتسوية خلافاتهما حول تقاسم المياه المشتركة. وبدأت الخلافات بين البلدين حول تقاسم المياه، عندما قررت الهند إقامة سد على نهر "جيلوم"، أحد الأنهار الستة، في إقليم كشمير المتنازع عليه، لإنتاج الطاقة الهيدرو كهربائية. وتشكو إسلام أباد من الانخفاض الحاد في منسوب المياه، سيما مياه نهر "تشيناب"، الذي يتغذى من ذوبان الجليد، في جبال هيمالايا، حيث اتهمت الهند بمنع وصول ملايين الأمتار المكعبة من المياه عند منبع النهر، في الجزء الهندي من كشمير، وتخزينها في سد "باجليهار" الضخم، من أجل إنتاج الطاقة الكهرومائية. وكان وزير الخارجية الهندي، سوماناهالي مالاياه كريشنا، عبر، في مؤتمر صحفي، توج المحادثات الهندية الباكستانية، أول أمس الأربعاء، عن ارتياحه لاستئناف محادثات السلام بين البلدين، التي توقفت عقب هجمات مومباي، في 26 نوفبر 2008. وقال كريشنا إن "نتائج المحادثات كانت إيجابية وفق توقعاتنا"، مؤكدا التزام بلاده ب "تسوية جميع القضايا الخلافية مع باكستان". من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الباكستانية، هينا رباني، أن استئناف الحوار الشامل بين الهند وباكستان، بعد جمود طال لأزيد من سنتين، "ساهم في بزوغ عهد جديد"، في العلاقات بين البلدين الجارين. وقرر البلدان عقد جولة جديدة من المحادثات، على مستوى وزيري خارجيتيهما، في إسلام أباد، في النصف الأول من عام 2012.