سجلت بمدينة أزمور، الاثنين الماضي، جريمة دم بشعة، ذهب ضحيتها رجل في عقده السادس، على يد صهره، الذي سدد له طعنات قاتلة أصابته في الجهة اليمنى من بطنه، وأقدم بعدها على وضع حد لحياته انتحارا بواسطة السم، ساعة بعد اقترافه الجريمة. وعلمت "المغربية" أن المتهم (58 سنة)، أب ل8 أبناء، التحق منتصف نهار الاثنين الماضي، بصهره المجني عليه (53 سنة)، أب ل3 أطفال، في محله المعد لبيع الخمور، بشارع مولاي الحسن، وعند مدخل "البيسري"، صادف مستخدمين، طلب منهما إخبار مشغلهما بأنه يرغب في ملاقاته، لإبرام الصلح معه، وطي صفحة الماضي، بعد أن كان فرق بينهما خلاف عائلي، جراء إقدامه على تطليق ابنته، التي رزق منها ب 3 أطفال، وإقدامه على رفع شكاية إلى النيابة العامة، يتهم فيها والد مطلقته، بتزوير شيك بقيمة 240 مليون، طبقا لشكاية مرجعية، تباشر بشأنها المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، بحثا، بناء على تعليمات وكيل الملك. وبعد مضي وقت وجيز، نزل المستخدمان عبر الدرج، وأخبرا الصهر (ع) الذي ظل واقفا ينتظر أمام مدخل محل بيع الخمور، أن صهره لا يرغب في إبرام الصلح معه، وأن كل شيء بينهما انتهى إلى غير رجعة، حينها، طلب منهما (المستخدمين) السماح له بمقابلته في مكتبه بالطابق الأول، ولم يمانعا في ذلك، غير أنهما صعدا معه الدرج، وظلا يلازمانه كظله، حينها أخرج الصهر الزائر أوراقا من جيبه، تظاهر أنه يبحث عن شيء ضمنها، ثم طلب من المستخدمين تسليمها لابنه، الذي قال لهما إنه ينتظره عند "راس الدرب"، وما إن انفرد به حتى استل من تحت ملابسه، بعد أن وصلا إلى النفق المسدود من الحوار، سكينا من الحجم الكبير، وسدد به طعنات إلى الضحية، أصابته في الكلية اليمنى، سقط على إثرها على الأرض، مضرجا في بركة من الدماء، وتناول المعتدي، مباشرة بعد ذلك، قرص دواء سام، يستعمل في وقاية النباتات والمزروعات. وبعد عودة المستخدمين، تفاجآ من هول ما رأت أعينهما، وبلغا عن الجريمة، بربط الاتصال مع الشرطة. من جهتها، انتقلت الضابطة القضائية لدى المصلحة المحلية للشرطة القضائية بمفوضية أزمور، برئاسة العميد الممتاز، إلى مسرح الجريمة، وباشر المحققون بحضور السلطة المحلية، المعاينة والتحريات الميدانية، كما جرى انتداب سيارة إسعاف، نقلت، على وجه السرعة، الضحية الذي تلقى طعنات خطيرة بالسلاح الأبيض، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المحلي بأزمور، وأحاله الطبيب المعالج على المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. في السياق نفسه، انتبه رئيس المفوضية إلى سائل أبيض، عبارة عن تقيؤ كان يخرج من فم الصهر المعتدي، وأيقن أنه تناول مادة سامة، ما حدا به إلى نقله بشكل استعجالي، على متن سيارة للإسعاف، إلى المستشفى المحلي بأزمور، ومنه إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة، حيث لقي حتفه، جراء سريان مفعول السم في جسمه. وبتعليمات من الوكيل العام باستئنافية الجديدة، أودعت السلطات الصحية والأمنية، جثتي الصهرين اللذين لقيا مصرعهما، مستودع الأموات، لإخضاعهما للتشريح الطبي، بغية تحديد أسباب وظروف الوفاة.