أطلق جمعويون في مقاطعتي ابن امسيك واسباتة، بالدارالبيضاء، استغاثة لإعادة فتح المسجد العتيق بهذه المنطقة، وكانت السلطات المحلية اتخذت قبل سنة تقريبا قرارا بإغلاق هذا المسجد، بسبب انهيار جزء من سقفه، و خلف الحادث آنذاك ردود فعل قوية من قبل هؤلاء الجمعويين، على اعتبار أن المسجد سبق أن عرف عملية الترميم قبل وقوع هذا الحادث. المسجد العتيق باسباتة (ايس بريس) حينما انهار جزء من سقف المسجد العتيق بمقاطعة ابن امسيك قبل سنة تقريبا، اعتقد سكان بهذه المقاطعة أن ذلك سيكون بداية تصحيح مسار التعامل مع هذا المسجد، المتخبط منذ سنوات طويلة في عدة مشاكل، كادت أن تتسبب في وقوع كارثة إنسانية شبيهة بتلك الواقعة بمسجد البرادعيين بمكناس في فبراير 2010، والتي خلفت 41 قتيلا، إلا أن سلطات عمالة مقاطعة ابن امسيك اختارت الأسلوب السهل، وقررت إغلاق أبوابه في وجه المصلين إلى إشعار آخر. وخلف القرار المتخذ من قبل المسؤولين ردود فعل غاضبة من طرف بعض الجمعويين بالمنطقة، الذين قالوا في تصريح ل "المغربية" إنهم" سئموا جدا من انتظار موعد فتح أقدم مسجد بالمنطقة، خاصة أنه لحد الساعة ليست هناك أي بوادر توحي بحل هذا المشكل، على الأقل خلال هذه السنة". ومع اقتراب شهر رمضان، عادت فعاليات جمعوية في مقاطعة ابن امسيك بالدارالبيضاء إلى فتح ملف المسجد العتيق بهذه المنطقة، بسبب تأخر فتح أبوابه أمام عموم المصلين. وقال عبد الإله العكوري، فاعل جمعوي، إنه من العار أن يبقى هذا المسجد مغلقا طيلة هذه الفترة، علما أنه يعد من أكبر المساجد في مقاطعة ابن امسيك واسباتة، وأكد المتحدث ذاته، أنه رغم المراسلات المبعوثة إلى جهات متعددة، فإن المسجد ما يزال موصدا، وتابع قائلا "إننا نطالب جميع الجهات التي لها علاقة مباشرة بالمسجد العتيق بقرية الجماعة، بالإسراع بفتحه قبل شهر رمضان، لأنه المسجد الوحيد في المنطقة الذي يعرف إقبال العديد من المصلين في هذا الشهر الكريم". ليست هذه الفعاليات وحدها التي أبدت غضبها، بل إن بعض ضحايا حادث الانهيار، يؤكدون أنهم لم يتوصلوا لحد الساعة بأي تعويض، كما جاء في تصريح أحدهم، الذي قال ل "المغربية" لحد الساعة ننتظر أن تفي الجهات المكلفة بهذا المسجد بالوعد الذي قطعته على نفسها، فلا أحد التفت إلينا بعد انهيار السقف، وهذا أمر محزن للغاية"، وأضاف المتحدث ذاته، أنه لن يسكت إلا إذا أوفت السلطات بوعدها، وقال في هذا السياق"سأعود مجددا لأطرق جميع الأبواب، وسأبعث الشكايات، لأذكر الجميع بالحدث الذي وقع، لقد مرت الآن حوالي سنة دون أن يظهر في الأفق حل لهذه القضية". وكانت "المغربية" تطرقت بإسهاب كبير لموضوع انهيار سقف هذا المسجد قبل سنة تقريبا، إذ أكد بعض سكان هذه المنطقة في حينها، أن هذا المسجد بني في عهد الحماية الفرنسية من قبل شركة قرية الجماعة، التي فوتت تدبير أموره في ما بعد إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفي تصريح سابق قال أحد الغيورين على هذا المعلمة إن "هذا المسجد يعد من تراث هذه المنطقة، ويشهد على العديد من الأحداث التي وقعت في ابن امسيك، إنه فعلا يشكل تراثا جماعيا بين العديد من السكان، لكنه للأسف عانى لسنوات طويلة من التهميش والإقصاء"، وأضاف المصدر نفسه، أن هذا المسجد يعد من أعتق المساجد في ابن امسيك واسباتة، ويشهد على مجموعة من الذكريات، التي مرت بها هذه المنطقة، وقال في هذا السياق "من العيب أن يقفل هذا المسجد أبوابه كل هذه المدة، إننا نصر على مسألة فتحه في أقرب وقت ممكن".