ما تزال قضية انهيار سقف مسجد بمقاطعة ابن امسيك بالدارالبيضاء، يوم الجمعة الماضي، تثير الكثير من الجدل. سقوط سقف مسجد ابن مسيك خلف جرحى بين المصلين (أيس بريس) وأفادت مصادر مطلعة ل "المغربية" أنه سبق أن قدم عدد من السكان مجموعة من الشكايات إلى الجهات المعنية بخصوص عمليات الإصلاح، التي شهدها هذا المسجد، والتي تتعلق بما وصفوه بالخروقات التي عرفتها هذه العملية. كان انهيار سقف المسجد العتيق بمقاطعة ابن امسيك بالدارالبيضاء، فرصة لعدد من سكان هذه المنطقة للمطالبة بالاهتمام أكثر بهذا المسجد، خاصة أنه يعد من أقدم المساجد في هذه المنطقة، إذ تتحدث بعض المصادر أنه بني في عهد الحماية الفرنسية من قبل شركة قرية الجماعة، التي فوتت تدبير أموره في ما بعد إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفي هذا السياق أكد أحد الغيورين على هذا المسجد قائلا "إن هذا المسجد يعد من تراث هذه المنطقة، ويشهد على العديد من الأحداث التي وقعت في ابن امسيك، إنه فعلا يشكل تراثا جماعيا بين العديد من السكان، لكنه للأسف عانى لسنوات طويلة التهميش والإقصاء". وفي هذا الإطار، يقول أحد السكان " تقدمنا بسلسلة من الشكايات من أجل التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، لأن هذه العملية لم تكن في المستوى المطلوب، إذ قلصت المساحة المخصصة لصلاة النساء، كما أن المرافق الصحية لا تتوفر على الشروط الضرورية ، وهذا ما جعلنا نسجل غضبنا من عملية الترميم، خاصة بعدما سجل اختفاء عدة معدات كان يزخر بها المسجد، كبعض الزرابي والثريات"، ويضيف المتحدث ذاته، أنه بعدما عانى المسجد، سنوات طويلة، التهميش والإهمال، عرف عملية ترميم وإصلاح انتهت بانهيار سقف كاد أن يعيد سيناريو مسجد باب البردعين بمكناس في فبراير الماضي، الذي خلف وفاة 40 شخصا، ويتابع قائلا "المؤسف في كل ذلك أن السكن الوظيفي يستغل من قبل مواطنين لا علاقة لهم بالمسجد". لجنة تقنية تحل بالمسجد وكان سقف المسجد العتيق في ابن امسيك انهار لحظات قليلة على على بداية خطبة الجمعة، وطالب بعض المواطنين بفتح تحقيق حول هذه القضية من قبل الجهات المعنية، لمعرفة من المسؤول عن هذا الحادث، وفي هذا الصدد، حلت لجنة تقنية بالمسجد لمعرفة الأسباب التي أدت إلى انهيار سقفه. وغطى هذا الحادث على أجواء العيد بعمالة مقاطعة ابن امسيك، وخلف الانهيار جرح ثلاثة أشخاص، أحدهم وهو عبد العزيز ماجور (56 سنة) في حالة صحية جد حرجة جدا بمستشفى ابن رشد، ويؤكد ابنه ل "المغربية" قائلا "ما يزال أبي لحد الساعة راقدا في المستشفى في حالة صحية خطيرة". وعلمت "المغربية" أن الانهيار وقع لحظات قليلة قبل بداية خطبة الجمعة، وبمجرد سماع الخبر حج إلى مكان الحادث مجموعة من المواطنين لمعرفة تفاصيل الحادث، ويقول أحد شهود عيان "لقد صدمنا حينما شاهدنا السقف ينهار بتلك الطريقة، خاصة أنه لم يمر على عملية ترميم هذا المسجد إلا أسابيع قليلة". وكان هذا المسجد أغلق أبوابه منذ سنة تقريبا من أجل ترميمه وإصلاح بعض مرافقه، وفي هذا الصدد، يقول أحد المصلين "لقد اتخذ قرار بإصلاح هذا المسجد، لأنه من أقدم المساجد في هذه المنطقة، وكنا نعتقد أن السلطات قررت، أخيرا، الاهتمام بهذا المسجد الذي أهمل لسنوات طويلة، ولكن للأسف هذا الحادث أظهر أن عملية الترميم التي شهدها هذا المسجد لم تكن في المستوى المطلوب"، ويضيف "لابد أن يفتح تحقيق حول هذه القضية من قبل الجهات المعنية، لمعرفة من المسؤول عن هذا الحادث، الذي كاد أن يخلف خسائر كثيرة في الأرواح". وعلمت "المغربية" أن لجنة تقنية حلت بهذا المسجد لمعرفة الأسباب التي أدت إلى انهيار السقف، والوقوف على الاختلالات التي وقعت في عملية الترميم. يشار إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت الشهر الماضي، إغلاق عدد كبير من المساجد، وكذلك هدم وإعادة بناء مساجد أخرى، بعد عملية مسح عمراني شملت جميع المساجد في المغرب، في أعقاب انهيار مسجد باب البردعين بمكناس، الذي خلف وفاة 40 مصليا، وجرى فحص 19.205 مساجد، وتبين أن 10.437 منها تعاني مشكلات في البناء، وقررت الوزارة إغلاق 1256 مسجدا نهائيا، وكذا الإغلاق الجزئي لنحو 416 مسجدا. وأوضحت المصادر أن هذه اللجان اقترحت، بالإضافة إلى ذلك، هدم وإعادة بناء 513 مسجدا، وإصلاح وتدعيم وتقوية 9924 مسجدا، مبرزة أن تكلفة الدراسات تقدر بنحو 75 مليون درهم.