أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما "دعمه القوي" لحقوق الإنسان في التيبت، خلال لقائه الدالاي لاما، يوم السبت الماضي، في البيت الأبيض، بينما قالت بكين إن هذا الاجتماع "يضر بالعلاقات الصينية الأمريكية". أوباما مع زعيم التيبت خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس أوباما "جدد تأكيد دعمه الحازم لحماية ثقافة التيبتيين، وديانتهم، وتقاليدهم، في التيبت، كما في سائر أنحاء العالم"، ما أثار استياء بكين، التي طالبت أوباما بإلغاء إعلان "حماية حقوق الإنسان للتيبتيين في الصين". وقالت إن خطوة كهذه "تشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية الصينية، وتجرح مشاعر الشعب الصيني، وتضر بالعلاقات الصينية الأمريكية". واستدعت الخارجية الصينية، صباح أول أمس الأحد، "على عجل" القائم بالأعمال الأمريكي في بكين، لإبلاغه بالاحتجاجات الصينية. واتخذت الرئاسة الأمريكية إجراءات قصوى لضمان عدم تسليط الأضواء على اللقاء، إذ أعلنت عنه في اللحظة الأخيرة من مساء الجمعة، بينما كان الزعيم الروحي للتيبتيين على وشك مغادرة العاصمة الأمريكية. كما لم يدع الصحافيون إلى اللقاء، الذي عقد في قاعة الخرائط في البيت الأبيض، وليس في المكتب البيضاوي، المخصص عادة لاستقبال الرؤساء. ولم يتمكن المصورون من التقاط أي صورة للقاء. وأثارت هذه الاحتياطات، التي اتخذها البيت الأبيض انتقادات استهدفت أوباما، سيما من الجمهوريين، إذ اعتبر النائب كريس سميث أنه كان يجب أن يعلن اللقاء في وقت "مبكر بكثير". وتأتي الزيارة في حين تحتفل بكين بالذكرى الستين "للتحرير السلمي" للتيبت، من قبل قوات ماو تسي تونغ الشيوعية. وقال الدالاي لاما لوكالة فرانس برس، بعد لقائه مع أوباما، إن الرئيس الأميركي أعرب عن "قلقه" حيال حقوق الإنسان في التيبت. وقال الزعيم الروحي لبوذيي التيبت، لفرانس برس، إن أوباما "رئيس أكبر ديمقراطية في العالم، من الطبيعي أن يبدي قلقا حيال الحقوق الإنسانية الأساسية، وحقوق الإنسان، والحرية الدينية" في التيبت. وأضاف "من هنا، أبدى اوباما قلقا عميقا حيال المعاناة في التيبت، وأيضا في أماكن أخرى". وأكد الدالاي لاما أنه قريب من أوباما "على الصعيد الإنساني"، مذكرا بأن علاقاته مع الرؤساء الأمريكيين الآخرين كانت على النحو نفسه. ودخلت ابنتا الرئيس الأمريكي، ماليا وساشا، إلى الغرفة، حيث التقتا الدالاي لاما لوقت قصير. وجدد أوباما، حسب البيان، التأكيد على أن الولاياتالمتحدة تعتبر التيبت جزءا من الصين. وتابع البيان أن "الدالاي لاما أشار إلى أنه لا يسعى إلى استقلال التيبت، وأنه يأمل أن يكون بالإمكان، قريبا، استئناف الحوار بين ممثليه والحكومة الصينية". لكن بكين تصر على اعتبار الدالاي لاما شخصية انفصالية خطرة. وجرت تسع جلسات من المفاوضات بينها وبين ممثلين عن الزعيم الروحي لبوذيي التيبت، كان آخرها في يناير الماضي، دون أن تفضي إلى أي تقدم ملموس، ما دفع الكثير من التيبتيين إلى اتهام السلطات الصينية، بمحاولة كسب الوقت، وانتظار وفاة الدالاي لاما، البالغ اليوم 76 عاما. وكانت الحكومة الصينية نشرت، أخيرا، "كتابا أبيض حول تنمية التيبت"، جاء فيه أن "استقلال التيبت" هو "جزء من خطة المعتدين الغربيين لتجزئة الأراضي الصينية".