قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أول أمس الأحد، إنه سيظل وفيا لمبادئه وصامدا في موقفه مهما كلفه ذلك من محن ومآس إلى أن تتحقق مطالبه المشروعة بالالتحاق بأسرته بمخيمات تندوف في ظل الحرية والكرامة. مصطفى سلمى وأعرب مصطفى سلمى، في اتصال هاتفي مباشر مع المشاركين في الملتقى الأول حول القضية الوطنية، الذي انطلقت أشغاله المنظم بقلعة السراغنة تحت شعار"المجتمع المدني في خدمة القضية الوطنية"، عن اعتزازه بمثل هذه الملتقيات الوطنية التي تساهم في دعمه، ومساندته في محنته جراء وقوفه إلى جانب المحتجزين في مخيمات الذل والعار. وأضاف أن هذا الاتصال مكنه من التعبير عن شكره وامتنانه للمشاركين في هذا الملتقى الهادف، مؤكدا أنه يقدر مشاعرهم الإنسانية النبيلة ومشاعر كل المغاربة، الذين تعاطفوا معه وطرحوا قضيته في عدد كبير من المحافل الدولية. وخلف هذا الاتصال أثرا عميقا في نفوس المشاركين، خاصة بالنسبة لتجمع جمعيات الصحراويين المغاربة بمنطقة رون ألب أوفيرن بفرنسا، الذي أكد لمصطفى سلمى رغبته في تنظيم تظاهرة تضامنية قريبا للتعريف بقضيته لدى الهيئات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمات المعنية التابعة للأمم المتحدة. وتركزت أشغال اليوم الأول من هذا الملتقى الذي يشارك في تنظيمه تجمع الجمعيات الصحراوية المغربية بفرنسا، وجمعية السلام بقلعة السراغنة، حول تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة، وموضوعي الجهوية الموسعة والحكم الذاتي. كما جرى خلال هذا الملتقى الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام، عرض شريط وثائقي يسلط الضوء على معاناة المحتجزين بمخيمات تندوف، وتقديم شهادات حية لبعض المحتجزين السابقين. وسجل حسن الطوسي، رئيس جمعية السلام، وإدريس العطري، رئيس تجمع جمعيات الصحراويين المغاربة بمنطقة رون ألب أوفيرن، أن التحولات العميقة، التي طبعت العالم في الحقبة الأخيرة حتمت على فعاليات المجتمع المدني التموقع في صلب الأحداث بحكم ملامستها عن قرب لهموم وتطلعات مجتمعها، وهو ما يدعوها إلى الانخراط في الدفاع عن قضايا المجتمع والوطن، وتعبئة كل طاقاتها في هذا الاتجاه. ولفتا الانتباه إلى معاناة المغاربة المحتجزين في تندوف، وما يواجهونه من تعسفات واضطهاد تحت وطأة الذل والاستعباد، التي تفرضها عليهم شرذمة من مرتزقة البوليساريو المسخرة من قبل الطغمة العسكرية الجزائرية، معبرين في الوقت ذاته عن تضامنهما المطلق مع المناضل مصطفى سلمى. وقدم عمر الزايدي، عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الأخضر، عرضا تحت عنوان "الجهوية الموسعة، الحكم الذاتي نموذجا" تطرق فيه إلى تعريف الجهة والجهوية في ظل التحولات التي يعرفها المغرب حاليا خاصة بعد عملية الاستفتاء على الدستور الجديد، الذي تضمن آليات وصلاحيات الجهة، مشيرا إلى المقترح المغربي للحكم الذاتي كقاعدة للتفاوض حول قضية استكمال المغرب لوحدته الترابية. وأكد أن الدول القوية بمؤسساتها وهياكلها هي التي تتجه نحو الجهوية، وتطبيق سياسة اللامركزية، وتسليم بعض اختصاصات المركز إلى الجهات، وهو ما يعني ممارسة المواطن لمسؤولياته في المراقبة والمتابعة لإنجاز البرامج على الصعيد المحلي. وجرى بالمناسبة تكريم محمد الطاهري، وهو أحد أبناء مدينة قلعة السراغنة، الذي كان تعرض للاختطاف وجرى التنكيل به في المخيمات، إلى جانب مجموعة من المحتجزين، الذين أضاعوا فترة طويلة من حياتهم في سجون البوليساريو. ودعا المشاركون في الملتقى، بالمناسبة، إلى ضرورة العناية بهذه الفئات من ضحايا البوليساريو، والتعريف بمعاناتهم ومآسيهم في مختلف المحافل الدولية، لفضح المؤامرات والمناورات الجزائرية وصنيعتها البوليساريو التي كانت تجاهر بإدعاءات الدفاع عن حقوق الإنسان، في الوقت الذي يتاجر مرتزقتها بالمساعدات الدولية من أغذية وأدوية في السوق السوداء.