شارك أطباء مغاربة، اختصاصيون في أمراض النساء والعقم، في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنة، الذي عقد، أخيرا، في ستوكهولم بالسويس، حيث قدم العديد من الخبراء والباحثين آخر الدّراسات والبحوث في مجال الصحة الإنجابية والخصوبة ومقاومة العقم، أمام حضور مكثف ناهز 9 آلاف طبيب ومختص من جنسيات مختلفة. وتابع الأطباء المغاربيون نتائج الدراسة الدولية التي قدمها البروفيسور ''نايل كاشمان'' Pr. Neil Cashman، التي أبرزت أخطار المنتوجات الصيدلية المستمدة من البول في مجال معالجة عقم النساء. وكشفت نتائج الدراسة، حسب تقرير صادر، عقب اختتام أشغال المؤتمر، توصلت "المغربية" بنسخة منه، عن أن "عملية حقن النساء بمنتوجات الإخصاب المستمدة من البول، يمكن أن تفرز عوارض لمرض ''البريون'' une maladie à prion، ما يسبب مشاكل صحية في شكل أمراض عصبية تشبه مرض ''كروتزفيلد جاكوب'' Creutzfeldt-Jakob لدى الإنسان، أو أعراض جنون البقر لدى الماشية". وتشير الدراسة الدولية، حسب التقرير المذكور، إلى "تقدم البحوث العلمية في هذا المجال، وتدرج مقارنة للأخطار بين المنتوجات الصيدلية المستمدة من البول والمنتوجات المتآلفة، وهي أحد الحلول الصيدلية الموجودة في السوق المغاربية". وتحدث البروفيسور كاشمان، عن أن "الطرق المعتمدة، حاليا، في الفحص لا تسمح باكتشاف مرضة "البريون" في البول لدى المانحين المصابين، إذ أن البريونات تخلط عادة مع آلاف غيرها، ما يجعل التعرف عن العوامل المصابة شبه مستحيلة". وعلق قائلا ''نظرا لمهنتي كطبيب وباحث، فإنني أعتقد أن الحل يكمن في اعتماد طرق طبية أخرى أكثر سلامة، خاصة إذا كانت متوفرة وبأسعار مناسبة". وأشار البلاغ إلى اهتمام الأطباء المغاربيين بالخبرات المقدمة، خلال أشغال المؤتمر العلمي حول مسائل تتعلق بحماية صحة المرضى، وبتكاليف العمليات الجديدة للإخصاب، وبوسائل معالجة العقم المعتمدة وطرق التناسل الفعال للإنجاب. وتضمن التقرير مضمون تصريح البروفيسور نايل كاشمان، المختص في الأمراض العصبية، والمدير العلمي لمؤسسة بريونات كندا PrioNet Canada، عضو مجلس إدارة مركز بحوث بالجامعة الأنقليزية بكولومبيا، قال فيه "لقد اكتشفنا لأول مرة وجود بروتينات بريونية protéines prions في المنتوجات الصيدلية المستمدة من البول ولم نكتشف ذلك في المنتوجات الصيدلية المتآلفة produits recombinants". واعتبر الاختصاصي "أنه من الضروري فحص وتقييم أخطار هذه المنتوجات مقارنة مع فوائدها"، ملاحظا "أنه من الصعب تحديد حدة الخطورة، حاليا، ما يستدعي إجراء دراسات علمية متقدمة ومخصصة لهذا الموضوع بالذات". وتضمن التقرير معلومات حول عدد النساء اللاتي يعتمدن وصفات ذات هرمونات الخصوبة، بما في ذلك المستمدة من البول، في المنطقة المغاربية، إذ يصل عددهن إلى ما يقارب 100 ألف. وتروج هذه المنتوجات الصيدلية تقريبا بالأسعار نفسها.