لقي شاب في مقتبل العمر مصرعه، بحر الأسبوع الماضي، عقب تناوله وجبة عشاء، عبارة عن دجاج، داخل محل معد لتحضير الوجبات الغذائية بالجديدة. وعلمت "المغربية" أن الضحية، تقني بمدينة سلا، حديث الزواج، كان حل أخيرا بمعية أفراد أسرته، لقضاء بعض الأيام من عطلته السنوية، بمخيم الحوزية، على بعد حوالي 12 كيلومترا شمال عاصمة دكالة. وبعد قضاء يوم تحت أشعة الشمس، والاستحمام في مياه شاطئ الحوزية، انتقل الشاب البالغ من العمر 38 سنة، بمعية أسرته، على متن سيارة خفيفة، إلى الجديدة، حيث قضوا وقتا ممتعا، وقبل العودة إلى مقر إقامتهم المؤقتة بالحوزية، قصدوا محلا لتحضير الوجبات الغذائية و"السندويتشات"، وفيما تناول مرافقوه وجبة عشاء، عبارة عن "كفتة"، تناول الشاب بمفرده فخذ دجاجة، وشدوا من ثمة الرحال عائدين، على متن سيارتهم الخفيفة. وما إن وصلوا إلى مخيم الحوزية، حتى أحس الشاب بآلام في بطنه، رافقها تقيؤ وإسهال حاد، ما حذا بأسرته إلى الاتصال بالوقاية المدنية، التي أوفدت، على وجه السرعة، سيارة للإسعاف، نقلت المريض على وجه السرعة، إلى المستشفى المحلي بأزمور، غير أنه لفظ أنفاسه في الطريق، قبل أن يلج قاعة المستعجلات. وفور إشعارها، انتقلت الضابطة القضائية لدى الفرقة الترابية للدرك الملكي بأزمور، إلى المستشفى، وعاينت جثة الهالك، وربطت الاتصال بالوكيل العام لدى استئنافية الجديدة، الذي أمر بنقلها وإيداعها في مستودع الأموات لدى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة. وأصدر ممثل النيابة العامة تعليماته للمركز القضائي بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، من أجل مباشرة إجراءات البحث التمهيدي والتحريات. واستمع المحققون في محاضر قانونية، في إطار البحث التمهيدي، إلى أفراد أسرة الضحية، وأكدوا أن ابنهم تناول وجبة عشاء، عبارة عن فخذ دجاجة، وأصيب بعد مضي حوالي 3 ساعات، بحالة تسمم غذائي، بدت من خلال أعراضها المرضية ( التقيؤ والإسهال). فيما أفاد صاحب المحل المعد لتحضير الوجبات الغذائية، أنه لم يعد يتذكر ما إذا كان الهالك قد تناول عنده وجبة العشاء. وانتقلت الضابطة القضائية إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس، وعمدت إلى أخذ عينة من بقايا المأكولات من معدة الهالك، وعينة من دمه، وأرسلتها إلى مختبر التحليلات بتمارة، التابع للقيادة العامة للدرك الملكي، بغية مقارنة نتائجها، مع نتائج التحليلات الموازية، التي أجرتها مصلحة "سياب"، التابعة لوزارة الصحة العمومية بالجديدة. وحسب مصدر مطلع، فإنه جرى معاينة المحل التجاري المستهدف بالتدخل الدركي، ولوحظ فيه أن بعض المواد الغذائية وحفظها، لا يتوافق وشروط السلامة والصحة والنظافة. وينتظر المحققون توصلهم بنتائج التحاليل المختبرية، لمعرفة ما إذا كانت الوفاة طبيعية، أو نتيجة تسمم غذائي، حتى يواصلوا إجراءات البحث والتحريات، على ضوء تعليمات الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالجديدة.