في الساعة السابعة والنصف من صباح أمس الجمعة، فتحت المدرسة الابتدائية إخوان الصفاء أبوابها في وجه أبناء عمالة مقاطعات ابن امسيك، بمدينة الدارالبيضاء، على غرار باقي مكاتب التصويت، وجند رؤساء المكاتب فرقا للمراقبة وتوجيه الناخبين، الذين عبروا عن أملهم الكبير في أن يفتح الدستور الجديد باب الإصلاحات الكبرى بالمغرب. شيخ المصوتين في الاستفتاءات ارتدى الحاج محمد حجي، وهو في عقده الثامن، لباسه التقليدي، كعادته كل يوم جمعة، وتوجه تحت أشعة شمس حارقة إلى المدرسة الابتدائية إخوان الصفاء، في عمالة مقاطعات ابن امسيك بالدارالبيضاء، ليشارك في الاستفتاء على الدستور، للمرة الثالثة خلال حياته. أصر الحاج محمد على أن يعجل بالحضور إلى مكتب الاستفتاء باكرا، لأداء هذا الواجب الوطني، قبل صلاة الجمعة، يحذوه أمل كبير في أن تكون هذه "الخطوة مباركة" حسب قوله، وتدشن لمرحلة جديدة في تاريخ المغرب. وتحدث حجي والابتسامة لا تفارق محياه ل"المغربية" عن تجربته في المشاركة في ثلاث تجارب استفتائية للدستور قائلا "أنا معتز بمشاركتي في الاستفتاء على هذه الوثيقة الدستورية، لأنها جاءت بأشياء إيجابية، كالفصل بين السلط، وترسيخ مبدأ المحاسبة، كما أن هذا الدستور يأتي كثمرة لنضالات الشعب المغربي، بنسائه وشيوخه وشبابه". وأضاف مستعجلا الدخول إلى مكتب التصويت، قوله "لدي أمل كبير في هذا الدستور وفي الشباب المغربي، وأتمنى أن يضعنا هذا الدستور على قاطرة التنمية والديمقراطية". ارتباك وقفت "المغربية"، في جولتها صباح يوم الاستفتاء بمجموعة من مكاتب التصويت بالعاصمة الاقتصادية، على إقبال ملحوظ من طرف مجموعة من الأشخاص المسنين، توجهوا إلى مكاتب التصويت، للتعبير عن قناعاتهم بحماس، متحدين الأجواء الحارة وبعض العراقيل، التي أفسدت على بعضهم هذا اليوم، إذ أبدوا انزعاجهم وتذمرهم من غياب إشارات واضحة، ومرشدين يوجهونهم نحو مكاتب التصويت المخصصة لهم. فاطمة، في عقدها الرابع، بدت منهكة بعد ساعات من البحث عن بطاقة الناخب، جلست عند باب الثانوية الإعدادية الإمام البخاري، بعمالة مقاطعات الفداء، تلتقط أنفاسها، وتنتظر رد أحد ممثلي السلطات المحلية، الذي اتصل بالجهات المعنية لتسهيل مهمة فاطمة في التصويت على الدستور. تحدثت فاطمة بعد أن أعياها انتظار جواب يرشدها إلى مكتب التصويت المخصص لها، قائلة "قصدت مكتب التصويت في ثانوية الإمام البخاري هذا اليوم، مثل المرات السابقة، لأداء واجبي المهني، وعند البحث عن بطاقتي، قيل لي إنها لا توجد هنا، وعلي أن أبحث عنها في مكان آخر، ما وضعني في حيرة من أمري، وأنتظر الآن من يرشدني لأداء واجبي الوطني". وسجل مجموعة من المراقبين ورؤساء مكاتب التصويت في العاصمة الاقتصادي إقبالا متوسطا للمواطنين على صناديق الاقتراع في الساعات الأولى، لكنهم توقعوا أن تعرف فترة ما بعض الظهيرة إقبالا كبيرا، لأن يوم الاستفتاء تزامن مع صلاة الجمعة، كما أن درجة الحرارة المرتفعة، منذ الصباح، ساهمت، حسب سفيان مرزوك، مراقب في المدرسة الابتدائية الإنارة، في تسجيل إقبال متوسط على مكاتب التصويت.