اصطفت عشرات النساء، صباح أمس الجمعة، أمام مكتب التصويت في مدرسة المغرب العربي، وأمام العديد من مكاتب التصويت الأخرى، في حي يعقوب المنصور، قبل بدء عمليات التصويت على الاستفتاء بحوالي نصف ساعة. وأعلن هؤلاء النساء عن تصويتهن بنعم للدستور قبل بدء عملية التصويت، التي انطلقت في المكاتب 900 بالرباط في الساعة الثامنة، على غرار باقي مكاتب التصويت في جميع مناطق المغرب، مبرزات أنهن يتوفرن على "90 سببا للتصويت لصالح الدستور، يأتي على رأسها التنصيص على المساواة بين المرأة الرجل، والاعتراف باللغة الأمازيغة كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية". وقال بعضهن "لن نخذل ملكنا، لأننا لم نر في عهده إلا الخير"، معلنات أن "نص الدستور يتوافق تماما مع توق المغاربة إلى ملكية دستورية، تصون كرامة الإنسان، وفقا للمفاهيم العالمية لحقوق الإنسان". وقالت أخريات "نحن وطنيات حتى النخاع، لذا سنصوت بنعم لدستورنا ولملكنا"، مبرزات أن جميع أفراد أسرهن سيصوتون بنعم في وقت لاحق، لأن ظروف عملهم لم تسمح لهم بالتوجه في الصباح الباكر إلى مكاتب التصويت. وعبر رجل تعليم، حضر مبكرا إلى مكتب التصويت، عن قناعته بأن الدستور يرتقي بالمغرب إلى مصاف الدول الديمقراطية، معتبرا أن "مشروع الدستور يحمل إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة وعميقة، ستمكن من تدشين عهد جديد وبناء مملكة ديمقراطية، تتمتع فيها جميع مكونات الشعب بجميع حقوقها المشروعة، وفقا لمعايير الديمقراطيات العظمى". وتوقع أحد رؤساء مكاتب التصويت في يعقوب المنصور أن يكون إقبال المواطنين كبيرا قبل وبعد صلاة الظهر، إذ سيستغل العديد من المواطنين فترة الغذاء وأداء صلاة الجمعة للتوجه إلى مكاتب التصويت، مضيفا "منذ الساعات الأولى، بدأ التوافد على مكتب التصويت من قبل النساء، لأنهن يفضلن القدوم باكرا للتمكن من الوفاء بالتزاماتهن المنزلية، ولأن لديهن أبناء يخفن عليهم من شدة الحرارة". وخصصت مكاتب التصويت، التي زارتها "المغربية" بيعقوب المنصور، أماكن لتعليق الملصقات المتعلقة بالاستفتاء من قبل جميع الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية المشاركة في حملة الاستفتاء. كما جرت عمليات التصويت، التي حضرتها "المغربية" تحت إشراف رئيس وأعضاء المكتب ومراقبتهم، ومراقبة ممثلي الهيئات السياسية والمنظمات النقابية الحاضرين، وفق الإجراءات، التي يحددها منشور وزارة الداخلية، إذ بمجرد دخول الناخب قاعة التصويت، يقدم لكاتب المكتب بطاقة التعريف الوطنية وبطاقته الانتخابية، ليعلن الكاتب بصوت مسموع الاسم الكامل والرقم الترتيبي للناخب، ويأخذ الناخب بنفسه غلافا وورقتي التصويت، ثم يدخل المعزل المخصص في مكتب التصويت، ويضع ورقة تصويته داخل الغلاف، ثم يتجه إلى مكتب التصويت، ويقدم بطاقة تعريفه الوطنية وبطاقته الانتخابية للرئيس، الذي يأمر بالتحقق من وجود اسم الناخب في اللائحة المسلمة إليه ومن هويته، ليودع الناخب بنفسه الغلاف المحتوي على ورقة تصويته في صندوق الاقتراع. ويضع الرئيس على أصبع كل مصوت علامة بمداد غير قابل للمحو بسرعة، ثم يضع عضوا المكتب في طرة لائحة كل منهما إشارة أمام اسم المصوت، قبل أن يغادر الناخب القاعة لفسح المجال أمام الناخب الموالي.