يسهر مجموعة من الناشرين المغاربة، المنتسبين لتجمع "القراءة للجميع"، الذي يضم الجمعيات الثلاث بالمغرب المهتمة بالنشر والكتاب، على التهييء لمناظرة حول القراءة والكتاب بالمغرب، ستنظم يومي 17 و18 شتنبر المقبل جانب من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء - سوري بالخزانة الجامعية محمد السقاط بطريق الجديدة بالدارالبيضاء، من أجل تسليط الضوء على هذا القطاع، الذي يعاني مجموعة من المشاكل على مستوى حلقات النشر، والتوزيع، والقراءة، من خلال إعداد دراسة ميدانية جديدة حول واقع النشر والكتاب بالمغرب، وتلخيصها في "كتاب أبيض" يضم مجموعة من الحلول المقترحة من طرف المهنيين للنهوض بالقراءة والكتاب في المغرب، سيرفع إلى الجهات العليا بالبلد، وإلى المؤسسات والهيئات المعنية بالقطاع، من أجل اعتماد الحلول الكفيلة لإعادة الحيوية والحركة لهذا المجال، الذي يعاني، حسب منظمي المناظرة، انعدام المهنية، وغياب سياسة واضحة في القطاع، من طرف الوزارة الوصية عليه. وفي تصريح ل "المغربية" كشف الناشر عبد القادر الرتناني، العضو المؤسس لتجمع "القراءة للجميع" أن هذه المناظرة، التي كانت ستنظم في نهاية الشهر الجاري، أرجئت إلى شهر شتنبر المقبل، نزولا عند رغبة العديد من الباحثين والأساتذة، الذين عبروا للتجمع عن عزمهم المشاركة في هذه المناظرة، التي تعنيهم بشكل كبير، وكذا لتهييء جميع الظروف والوسائل اللوجيستيكية لإنجاح هذه المناظرة. وأوضح الرتناني، صاحب "دار ملتقى الطرق للنشر" بالدارالبيضاء، أن عدد المسجلين حاليا في المناظرة بلغ 157 مشاركا، وأن التجمع سيقف عند رقم 200، لأنه هو العدد الذي يمكن لتجمع "القراءة للجميع" أن يتكلف بنفقات إقامته، مادام الناشرون والفاعلون في القطاع من كتبيين، وباحثين، هم من يتكلف بالمناظرة، بعيدا عن أي مؤسسة أو وزارة، "إنها مبادرة حرة للناشرين والفاعلين في مجال النشر والكتاب في المغرب، ولا علاقة لوزارة الثقافة بها، لأنها لم تكن أبدا جدية في التعامل مع الفاعلين في القطاع، وحتى الأيام الوطنية التي نظمتها حول القراءة بمساهمة بعض الفاعلين، ظلت حبرا على ورق، ولم يفعل أي شيء منها". وأشار الرتناني إلى أنه بعد التجربة المهمة التي اكتسبها الناشرون المغاربة في المجال، من حقهم القيام بمبادرات فاعلة للنهوض بالقطاع، خاصة في ظل التحولات والدينامية، التي يشهدها المغرب على مختلف الأصعدة، قائلا إن "الرهان على الثقافة أساسي، ومن دون انخراط الفاعلين والمهنيين، لا يمكن لمشهد القراءة والكتاب بالمغرب أن يتطور، خاصة أن هؤلاء على دراية تامة بالوضعية الحالية للقطاع، ولديهم الحلول الناجعة لذلك، ما ينقص هو الإرادة والدعم من السلطات العليا، لتغيير المشهد الثقافي بالمغرب". للإشارة فالناشرون المغاربة، إلى جانب الباحثين الفاعلين بالمجال، يعقدون منذ بداية شهر يونيو الاجتماعات تلو الأخرى، وقسموا مجموعات عملهم إلى خلايا، الأولى تهتم بواقع قطاع النشر بالمغرب والقراءة، وتضم كلا من نادية السالمي، وحب الله كميل، وهناء لرحول، وفدوى مترجي، ستقدم نتائج دراستها المعتمدة على الإصدارات الحديثة، والدراسات المنجزة بالمغرب من قبل حول القراءة والكتاب، للجمهور الحاضر بالمناظرة. والخلية الثانية تهتم بالجانب التصويري، الموثق لعمل الخلية الأولى، المعتمد على تصريحات وشهادات شرائح مختلفة من المجتمع حول الموضوع، وتضم هذه الخلية كلا من نفيسة السباعي، وياسين الرتناني، وأمينة هاشمي العلوي، وزينب الجواهري. ومن أجل أن تصبح القراءة حقا للجميع، وفي متناول كل الأعمار والفئات الاجتماعية، وحاضرة في جميع مناطق المغرب، يضع تجمع "القراءة للجميع" أمامه مجموعة من الأهداف على رأسها تنظيم لقاءات مع مجموعة من الفاعلين في النشر والكتاب بالمغرب، من أجل التفكير في الوسائل الكفيلة بإعادة الاعتبار للقراءة، وتحقيق تداول الكتاب، لأن المنظمين يأملون في أن تصبح الثقافة سؤالا تنمويا أساسيا بالبلد. ويتضمن برنامج المناظرة حول القراءة والكتاب، المفتوحة أمام جميع المهتمين بالقطاع، أربع ورشات تضم فاعلين في النشر وتداول الكتاب، من تأطير المهنيين تهتم ب: القراءة للجميع، والكتاب وفاعلوه، والتواصل حول الكتاب، واقتصاد الكتاب، وتسعى إلى تجميع كل الرؤى والتصورات، والمقترحات، من أجل اعتماد الأحسن والممكن تحققه على المدى القريب أو البعيد.