سرت مدينة الصويرة، في الفترة الممتدة ما بين 23 و26 يونيو الجاري، صمتها الممتد طيلة سنة من الزمن، تعلو خلالها أصوات الرياح وأمواج البحر، معلنة عن تنظيم حدث استثنائي سنوي، تحظى من خلاله مدينة موكادور بأنظار المغاربة والأجانب وذلك في واحدة من أهم التظاهرات الفنية التراثية بالمملكة، المتمثل في مهرجان كناوة وموسيقى العالم. على امتداد 4 أيام، إذ عاش سكان وزوار مدينة الصويرة على إيقاعات فلكلورية، تمزج بين إيقاعات وآلات موسيقية عدة، مستمدة جذورها من عمق القارة السمراء. رقص الجميع في مهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي يشكل منعطفا سنويا لمدينة الصويرة، يبرز مدى انخراط هذه المدينة في التنمية الثقافية المستدامة، التي تعيشها مختلف جهات المملكة. وتمكن المهرجان، خلال هذه الدورة، من جلب عشرات آلاف الجماهير، التي حجت إلى مختلف المنصات، والزوايا، والفضاءات التي احتضنت مختلف السهرات والليالي. وأبرز المعلم حميد القصري، في حديث مع "المغربية"، أن هذه التظاهرة السنوية تعد مناسبة لتجديد اللقاء مع الجمهور، ولتقديم الجديد الذي يعمل على المحافظة على التراث الكناوي العريق، ومزجه بمجموعة من الإيقاعات الموسيقية العالمية، القادمة من عدد من دول العالم، ما يبرز مدى تفاعل الإيقاعات الكناوية مع مختلف الألوان الفنية. من جهته، قال عبد السلام عليكان، المدير الفني للمهرجان، إن مهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي أطفأ هذه السنة شمعته الرابعة عشرة، بات واحدا من أعرق المهرجانات المغربية، كما يمثل مناسبة سنوية أمام جمهور مدينة الصويرة للاستمتاع بإيقاعات تاريخية. ولم يخف عليكان أن الليالي الكناوية للمهرجان تجعل منه فرصة أمام رواد وعشاق هذا اللون التراثي، في تلاحم بين المزيج المغربي والأجنبي. وأبرز المعلم عبد الكريم بنسلوم أن الليالي الكناوية تتميز بتقديم مجموعة من العادات والتقاليد، التي تميز هذا الفلكلور الذي يتميز بخصوصيات عدة. وقال بنسالم حميش، وزير الثقافة، في حديث مع "المغربية"، إن مهرجان كناوة هو مناسبة لترسيخ قيم التسامح، التي تميز الموسيقى خصوصا والثقافة عموما، مبرزا أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم هو مناسبة أمام الجمهور المغربي والأجنبي، الذي يزور بلادنا للاستمتاع بألوان فنية متعدة تبرز مدى غنى الثقافة المغربية. وأحيى السهرات الفنية والليالي الكناوية لهذا الموعد السنوي مجموعة من المعلمين، من بينهم حسن بوسو، وعبد الكريم مرشان، ومصطفى باقبو، وحميد القصري، ومحمود غينيا، ومحمد كويو، وأحمد باقبو، وعلال السوداني، فضلا عن مشاركة العديد من الفنانين الأجانب، من بينهم المجموعة المالية "تاماني ريفوليسيون"، وفرقة "راسين هايتي" الأمريكية، والفنان الأرميني تيكران هاماسيان، والنجم الهندي تريلوك كورتو، فضلا عن العديد من المجموعات الشبابية المغربية من بينهم "ضركة"، و"لاهالا كينك زو