اختارت المخرجة المغربية، سلمى بركاش، يوم 21 يونيو، الذي يصادف اليوم العالمي للموسيقى، لتقديم فيلمها الجديد "الوتر الخامس"، بحضور طاقميه الفني والتقني طاقم الفيلم خلال العرض ما قبل الأول بالدارالبيضاء (خاص) والعديد من الفنانين المغاربة والأجانب، من أبرزهم الممثلة أمال عيوش، التي قدمت الفيلم، وأبطال الفيلم الممثلة الفرنسية، كلير هيلين كاهين، والممثل التونسي، هشام رستم، والممثل المغربي الشاب، علي الصميلي. وقالت بركاش خلال تقديمها للفيلم، في العرض ما قبل الأول، بإحدى قاعات المركب السينمائي "ميكاراما" بالدارالبيضاء، إنها سعيدة بتقديم فيلمها الأول، الذي ينتمي إلى صنف "الدراما الموسيقية" للجمهور المغربي في اليوم العالمي للموسيقى، معتبرة "الوتر الخامس" مساهمة بسيطة في إغناء ريبرتوار السينما المغربية عموما، و هذا الصنف من الأفلام خصوصا. وأشادت بركاش بكل من شاركوا في الفيلم من فنانين وتقنيين، مشيرة إلى أن الجميع كانوا بمثابة أسرة واحدة خلال تصوير الفيلم، كما نوهت بالمنتجة، رشيدة السعدي، والمخرج، حسن بنجلون، الذي استفادت كثيرا من خبرته خلال إنجازها للفيلم، معلنة أن "الوتر الخامس" سيعرض بالقاعات الوطنية ابتداء من يوم 29 يونيو الجاري. من جهته، قال الفنان التونسي هشام رستم، الذي تحمل أعباء السفر من تونس لحضور العرض ما قبل الأول للفيلم، إنه سعيد بمشاركته في فيلم مغربي رفقة عدد كبير من الممثلين المغاربة والأجانب، أمثال الممثلة الفرنسية، كلير هيلين كاهين، ومحمد الخلفي، وصفية الزياني، وعز العرب الكغاط، وخلود البطيوي، وعلي الصميلي، وإدريس العلوي المدغري وآخرين،، مشيرا إلى أنه استفاد كثيرا من هذه التجربة، التي أضافت الكثير إلى مساره الفني، رغم عائق اللهجة المغربية، التي تمنى أن يكون موفقا فيها وأكد رستم، الذي شارك في الفيلم بشخصية "أمير"، أن السينما المغربية حققت تقدما كميا ونوعيا كبيرا في الآونة الأخيرة، ما جعلها رائدة على مستوى إفريقيا والعالم العربي، معبرا عن إعجابه بمستوى الفيلم، وبموضعه، الذي ينتصر لحوار الحضارات والثقافات. ويحتفي الفيلم، الذي يتناول موضوع صراع الأجيال، من خلال العم "أمير" المحافظ، والشاب "مالك" الطموح، بالموسيقى في يومها العالمي، من خلال آلة العود، التي اشتقت منها المخرجة وكاتبة السيناريو عنوان الفيلم "الوتر الخامس"، وجعلت منها خلفية لجينيريك الفيلم، ومن خلال المعزوفات الأندلسية الرائعة، التي تحيل على التراث والأصالة، وموسيقى "كناوة" التي باتت ترمز إلى مدينة الصويرة، و"الفلامنكو"، الذي يرمز إلى الوجود العربي بالأندلس، كما يحتفى الفيلم بالموسيقار زرياب وأستاذه إسحاق الموصلي، وأقطاب الموسيقى الأندلسية أمثال عبد الكريم الرايس، ومولاي أحمد لوكيلي. ولا يخلو الفيلم، الذي توج بجائزة الصوت من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، من لغة سينمائية معبرة، تجلت في مشاهد لبنايات أثرية قديمة، خصوصا منظر فندق "لينكولن"، الذي يثير العديد من التساؤلات حول مصير العديد من المواقع التاريخية، إضافة إلى مشاهد أخرى من الطبيعة، كمشهد النمل في إشارة إلى العمل والاجتهاد، وصوت قطرات المطر، وحفيف الأشجار، وهدير الأمواج، في إشارة إلى ضرورة الإنصات للطبيعة، التي هي مصدر إلهامنا. وتدور أحداث "الوتر الخامس"، حول شاب في 18 من عمره، يهوى الموسيقى، خصوصا العزف على آلة العود. وأثناء مساره الفني يعيش "مالك"، صراعا دائما مع والدته "ليلى"، التي تبذل جهدها لثنيه عن الدخول إلى عالم الموسيقى، الذي لا يعد بأي مستقبل في ظل الوضعية المزرية، التي يعيشها الفنان، خصوصا والده، الذي لم يجن من فنه غير المتاعب، وعاش حياة مزرية مليئة بالمعاناة، رغم أنه كان من أمهر العازفين على آلة العود. في هذا الجو المشحون بالصراعات الموضوعية والذاتية، يتردد "مالك" على "منصور"، الجار الطيب، الذي يحاول جاهدا تقديم يد العون له وتشجيعه، وتعويضه عن حنان الأب، الذي افتقده. ومع توالي الأحداث، يزور "العم أمير"، الذي يدير معهدا للموسيقى، بيت العائلة، بعد وفاة شقيقه، ويسمع بالصدفة عزف "مالك" ليقرر تبنيه ومساعدته في مساره الفني، واعدا إياه بتمكينه من أهم أسرار العزف على آلة العود "سر الوتر الخامس". يوافق مالك على مرافقة عمه، ويدخل في علاقة عاطفية مع فتاة فرنسية تدعى "لورا"، ويكتشف تسلط عمه وأنانيته، فيقرر الابتعاد عنه، كما فعل زرياب مع معلمه الموصلي، إلى مدينة طنجة، من خلال مشهد فني لمسرح "سيرفانتيس"، الذي يرمز إلى الأندلس، إذ سينجح في اكتشاف سر الوتر الخامس بنفسه، خلال حفل بالصويرة، التي باتت تعتبر مركزا مهما لحوار الحضارات والثقافات، لاحتضانها العديد من المهرجانات الفنية، التي تمزج بين مختلف أصناف الموسيقى العالمية.