شرعت المخرجة السينمائية المغربية، سلمى بركاش، أخيرا، في تصوير المشاهد الأولى الخاصة بأول شريط روائي طويل لها، يحمل عنوان "الوتر الخامس"، بالدارالبيضاء. لقطة من الوتر الخامس تجمع بين الممثل المغربي علي السميلي والممثلة الفرنسية كلير إلين كاهن (خاص ومن المنتظر أن يحط طاقم الفيلم الرحال بمدينتي الصويرة وطنجة، لتصوير المشاهد الأخرى للشريط، الذي كتبت له السيناريو باللغة الفرنسية المخرجة سلمى بركاش، وترجمه إلى العربية وراجعه السيناريست المغربي عبد الله شاكيري. وقالت المنتجة رشيدة السعدي، من شركة (جانا برود)، المكلفة بإنتاج الفيلم، إنها استفادت، رفقة المخرجة سلمى بركاش، عام 2007 من تأطير مدته سنة، من برنامج "ميدا" لتطوير الأفلام، الذي يعمل على خلق علاقة مهنية بين المخرج والمنتج وكاتب السيناريو، على اعتبار أن أزمة السينما المغربية تكمن في غياب التناسق بين مختلف العاملين بالفيلم، إضافة إلى غياب كتاب سيناريو مهنيين. وأضافت في حديث إلى "المغربية" أن فيلم "الوتر الخامس" هو الشريط الطويل الأول للمخرجة سلمى بركاش، التي سبق لها أن أخرجت العديد من الأفلام القصيرة، من أهمها "لن يحدث أبدا" سنة 2004، و"المصعد" سنة 2005، إضافة إلى العديد من الأفلام التجريبية القصيرة، نذكر منها "حدائق الإسلام" سنة 1990، و"نظرة" سنة 1988، فضلا عن فيلم تحسيسي حول النساء المصابات بسرطان الثدي. وأبرزت السعدي أن الفيلم، الذي ينتظر عرضه في دجنبر 2010، سيكلف حوالي 800 مليون سنتيم، وستصور مشاهده بثلاث مدن مغربية هي الدارالبيضاء، والصويرة، وأكادير. من جهتها، اعتبرت سلمى بركاش برنامج "ميدا" لتطوير الأفلام برنامجا "متكاملاً ونوعيا"، مشيرة إلى أنه يسمح بنسج علاقات قيمة مع أسماء مرموقة في مجال الصناعة السينمائيّة. وأوضحت بركاش أن البرنامج أتاح لها إمكانية التعرف على شخصيات مهمة، مثل المنتج كريستوف توك، الذي رشح عدد من أعماله لعدّة جوائز أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وغبريال يارد، المؤلف الموسيقي اللبناني المعروف، وكاتبة السيناريو الفرنسية إيمانويل برنهايم، التي عملت مع كبار المخرجين الفرنسيين، ولوران هاسيد، مدير مقتنيات الفيلم الأجنبي في "كانال +"... والاستفادة من خبراتهم. وفي حديثها عن سيناريو الفيلم، قالت سلمى "سافر السيناريو كثيرا، وسافرت معه حيث لم أحلم"، مضيفة أن سيناريو "الوتر الخامس" حاز إعجاب لجان تحكيم لمهرجانات سينمائية عالمية عدة. وجرى انتقاؤه مرتين في سنة 2007، ضمن مهرجاني "مونبوليي" و"كان". كما سافر السيناريو إلى الأردن، في مهرجان "صندانس"، ثم إلى مهرجان "دبي فيلم كونيكشن"، كما حصل على دعم من الولاياتالمتحدة الأميركيّة، من "غلوبال فيلم ديفيوجن". وأخيرا على دعم من المركز السينمائي المغربي. يشارك في فيلم "الوتر الخامس"، الذي حصل على تسبيق على المداخيل من قبل صندوق الدعم التابع للمركز السينمائي المغربي، خلال الدورة الثالثة لسنة 2008، ودعم وكالة التعاون الثقافي والتقني الفرنسية، فضلا عن دعم لما بعد الإنتاج من مؤسسة "غلوبل فيلم ديفيوجن" الأمريكية، عدد من الممثلين المغاربة والأجانب، منهم الممثلة الفرنسية، كلير إلين كاهن، ومحمد الخلفي، وصفية الزياني، ومحمد عز العرب الكغاط، وهشام رستم، وخلود، وعلي السميلي، الذي يؤدي دور البطولة في الفيلم الذي تدور أحداثه حول شاب في 18 من عمره يهوى الموسيقى، خصوصا العزف على آلة العود. في رحلته مع العزف على العود، يعيش "مالك"، بطل الفيلم، صراعا دائما مع والدته "ليلى"، خلود، التي تريده طبيبا، وتبذل جهدها لثنيه على الدخول إلى عالم الموسيقى، الذي لا يعد بأي مستقبل في ظل الوضعية المزرية التي يعيشها الفنان في الوطن، خصوصا أن والده الراحل، الذي يؤدي دوره الفنان عز العرب الكغاط، كان عازفا ماهرا على العود، لكنه لم يجن من فنه غير المتاعب وعاش حياة مزرية مليئة بالمعاناة. في هذا الجو المشحون بالصراعات الموضوعية والذاتية، يتردد "مالك" على "منصور"، محمد الخلفي، الرجل الطيب، الذي يحاول جاهدا تقديم يد العون لمالك وتشجيعه، وتعويضه عن حنان الأب الذي افتقده في وقت مبكر. مع توالي الأحداث يزور "العم أمير"، هشام رستم، الذي يدير معهدا للموسيقى، بيت العائلة ويسمع بالصدفة عزف "مالك" ليقرر مساعدته في مساره الفني واعدا إياه بتمكينه من أهم أسرار العزف على آلة "سر الوتر الخامس"، الذي أضافه عبقري الموسيقى العربية "زرياب" على العود، بعد وصوله إلى الأندلس قادما إليها من بغداد بعد نشوب خلافات عديدة بينه وبين معلمه إسحاق الموصلي. بعد أخذ ورد، يقرر البطل مرافقة عمه، لاكتشاف سر الوتر الخامس، وأثناء رحلته، التي تنتهي بالفشل، يدخل مالك في علاقة عاطفية فاشلة أيضا، مع فتاة فرنسية تدعى "لورا".