تعتزم أسر الأطفال واليافعين والشباب التوحديين بالمغرب تنظيم وقفة بالرباط، احتجاجا على مؤتمر للتحليل النفسي حول مرضى التوحد، سينعقد بالرباط، ابتداء من يوم غد الخميس ويمتد إلى غاية السبت المقبل. وسيتداول المؤتمر مقاربة التحليل النفسي لعلاج التوحد، حسب بيان صادر عن أسر الأطفال واليافعين والشباب التوحديين، توصلت "المغربية" بنسخة منه. وقالت حنان العامري، أم أحد الأطفال المصابين بالتوحد، ل"المغربية"، إن جميع الأسر ضد مقاربة التحليل النفسي لعلاج التوحد، معتبرة أن هذه المقاربة كانت لها أضرار في علاج أبنائهم. وأضافت العامري أن "مقاربة التحليل النفسي لعلاج التوحد اقترنت بممارسات سلبية، كانت لها آثار وخيمة على مستقبل الأشخاص ذوي التوحد وعلى أسرهم، من خلال تحميل الأم و الأسرة، بشكل مباشر أو غير مباشر، المسؤولية في إصابة الطفل بالتوحد". وأوضحت أن هناك "طرقا أخرى للعلاج، تأخذ بها الدول المتقدمة، مثل الولاياتالمتحدة، وكندا، والنرويج، والدنمرك، وتتمثل في المقاربة السلوكية"، مشيرة إلى إلى أن الأسر سترفع شكايات إلى الجهات الصحية والأحزاب السياسية، من أجل مناقشة الموضوع وتوفير متخصصين في مجال المقاربة السلوكية بالمغرب. ويعتبر مرض التوحد إعاقة في النمو، تستمر طيلة عمر الفرد، وتؤثر على طريقة حديث المريض وصلته بمحيطه. ويصعب على الأطفال والراشدين المصابين بالتوحد إقامة صلات واضحة وقوية مع الآخرين، وعادة ما تكون لديهم مقدرة محدودة لخلق صداقات. من جهتها، قالت، مينة معاذ، رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، ل"المغربية"، إن أسر الأطفال واليافعين والشباب التوحدين ضد التحليل النفسي، وأن هذا العلاج تسبب في ضياع سنوات عديدة لأطفال كان بإمكانهم التمدرس والاندماج في المجتمع. وأضافت أن "الأطباء عملوا على إبعاد الأسر عن دائرة اتخاذ القرار في التوجه العلاجي لأبنائهم ، ما اضطر الأسر إلى اكتشاف التحليل السلوكي، الذي تأخذ به كل من كنداوالولاياتالمتحدة، بمقاربات علمية، أعطت أكلها، بدل مقاربة التحليل النفسي، التي تعمل بها فرنسا". واعتبرت معاذ أن فرنسا مازالت متأخرة في هذا المجال، باعتمادها مقاربة التحليل النفسي، مشيرة إلى أن عددا من الأسر تفككت بسبب تحميل الأم والأسرة، بشكل مباشر أو غير مباشر، المسؤولية في إصابة الطفل بالتوحد. وكانت جمعيات أسر الأطفال واليافعين والشباب التوحديين بالمغرب عقدت، الأحد الماضي، اجتماعا حول مؤتمر التوحد والتحليل النفسي، واستنكرت "المبادرات الرامية إلى إحياء مقاربة التحليل النفسي لعلاج التوحد بالمغرب وفرضه والترويج له وتصريفه بالمغرب، من خلال تحالف بين المحللين النفسيين الفرنسيين ونظرائهم المغاربة". وسجل بيان لهذه الجمعيات، توصلت "المغربية"، بنسخة منه أن "دعاة هذه المقاربة يتجاهلون التعريف الدولي للتوحد، المبين في التصنيف الدولي العاشر، وتصنيف هيئة الأطباء النفسيين الأميركيين، الذي يربط التوحد بالاضطرابات العصبية البيولوجية، وليس النفسية"، معتبرا أن "اعتماد هذه المقاربة فوت على الكثير من الأسر فرص التربية الدامجة، القائمة على المناهج السلوكية". وطالب البيان الدولة بتوفير "أعلى مستويات الصحة والتربية والتعليم والتأهيل، التي تتطلب تشجيع البحث العلمي الوطني، وفق المعايير الدولية، وتنمية قدرات الكفاءات الوطنية، وحماية حق الأسر في التوصل بالمعلومة الصحيحة".