استنكرت حوالي 28 أسرة، أخيرا، تجاهل مطلبها في إعادة إيوائها، بعد ترحيلها من "كريان" باشكو في الدارالبيضاء، في إطار محاربة السكن غير اللائق أغلب الأسر تطالب بسكن لائق (خاص) إذ ما فتئت هذه الأسرة تراسل الجهات المعنية، قصد تمكينها من سكن بديل يعفيها من التشرد دون أن تتوصل برد يبشر بخلاصها من ثقل مصاريف الكراء. وذكرت هذه الأسر في شكاية تقدمت بها إلى "المغربية" أنها "تسرعت حين قبلت بعرض بعض المعنيين، بمغادرة "برايركها"، بدعوى أنها ستعوض بمساكن جديدة، مجرد ترك "الكريان"، لتتفاجأ بأن الشهور تمضي بمنأى عن أي بادرة تخول لها هذه الاستفادة. كما أكدت هذه الأسر أن وضعها الاجتماعي والنفسي مترد، ولم يعد بوسعها تحمل تبعات الكراء والتنقل لدى بعض الأقارب، تفاديا للعيش في الشارع، إلى جانب معاناة أطفالها، الذين اضطروا إلى تغيير مدارسهم، في وقت يتعذر على آبائهم الإدلاء ببعض الوثائق عند المصالح الإدارية، التي ما تزال تحمل عنوان "كريان" باشكو. في السياق ذاته، أفادت هذه الأسر أن كل ما تنادي به هو إنصاف اجتماعي، من خلال توفير تلك المساكن التي على أساسها رضخت لعمليات الهدم التي طالت "براريكها". من جهة أخرى، امتنع بعض سكان باشكو عن مغادرة "الكريان"، بعدما عاينوا عن كثب واقع هذه الأسر، خشية أن تتكرر المشكلة نفسها معهم، خاصة أن هناك من يملك محلا تجاريا، والقبول بالرحيل سيحول دون استفادته من التجارة التي تعد المكسب الوحيد، حسب رأي بعض السكان. ويتميز "كريان" باشكو، بأنه يتموقع وسط المدينة، ومحاط بفيلات راقية، إضافة إلى مرافق اجتماعية واقتصادية وثقافية، وهو امتياز يعتبره سكان "باشكو" لا مجال للتخلي عنه، إذا ما لم تقدم لهم ضمانات، تحميهم من التشرد، بعد توفير مساكن بديلة تتوافق مساحتها مع عدد أفراد الأسر، باعتبار أن "كريان" باشكو، يتضمن منازل ذات طوابق، تعيش بها أسر مركبة، ثم إن هناك من السكان من يملك بقعا أرضية بهذا "الكريان"، وعملية ترحيلهم تستدعي الأخذ بعين الاعتبار موضع هؤلاء المالكين للأرض، وفق ما ذكره بعض السكان ل"المغربية". من جهة أخرى، جددت الأسر المتضررة من عملية الترحيل، نداءها للقائمين على الشأن المحلي، لإعادة النظر في مشكلة سكنها، بما يرد لها الاعتبار ويغنيها عن العيش في دوامة الإكراهات الاجتماعية والنفسية.