تعرض الفنانة التشكيلية والحروفية، نادية الصقلي، أعمالها الجديدة بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء، إلى غاية 14 يونيو الجاري. ويندرج المعرض ضمن عمل جماعي تسهر عليه جمعية بصمات للفنون الجميلة. نادية الصقلي (أسعد) استطاعت الصقلي أن تتفرد بأسلوب مغاير ومبتكر، منحها بصمة خاصة، وامتيازا فنيا. عن هذه المغامرة الحروفية، التي خاضتها منذ زمن حديث، تقول الصقلي في حديث إلى "المغربية" إن "تجربة الخط أو الكرافيزم، تجربة حديثة في مساري الفني، فبعد الاشتغال على مجموعة من المواضيع، تمخضت فكرة التعاطي مع الحرف العربي، إذ أحسست أن نداء داخليا وجدانيا رفع صوت الحكمة والقداسة والنور، فكان الحرف العربي، رمز الطهارة". وبخصوص أعمالها الأخرى، التي توحدت فيها التشخيصية والتجريدية، وتوجتها بالرسم على الزجاج، على طريقة المنمنمات الإيرانية، أفادت الصقلي أن الفن التشكيلي فضاء رحب، والأفكار هي التي تقود الفنان إلى التفرد والبروز بشكل مختلف، وبأسلوب مغاير. انفتحت الفنانة التشكيلية والحروفية المغربية نادية الصقلي على عالم التشكيل في بداية 1998، بعد مسار ناجح في تصاميم الموضة، ووجدت نفسها تنخرط بكل جوارحها في حضرة الريشة والألوان، بتشجيع من العائلة الكبيرة والصغيرة، خصوصا أن شجرة أنسابها الفنية تعود إلى قرابة تربطها مع الفنان التشكيلي العالمي بنيسف، والشيء نفسه ينطبق على عبد الواحد الصوردو، أستاذ الفن التشكيلي بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان. مدينة تطوان التي تتحدر منها الصقلي، تماهت بها ومعها، علما أن هذه المدينة تحكي تاريخا أندلسيا، انعكس على لوحات الفنانة من خلال الفسيفساء الأندلسية، والعلامات التي تجاور الحرف العربي، وكأنها تحرسه وتخشى عليه من أن تلمسه نسمات الريح. اختارت أن تتكىء على الحرف العربي. وكان الخيار حكيما، طالما أن الحرف هو خط التماس للكينونة والكلمة معا. فالكتابة هي خط لإشارة تهدف بشكل أساسي إلى المساهمة في عملية القراءة. لكن الكتابة هي أيضا وسيلة لحفر الإشارة ولبناء ركيزة تستند عليها لتنمو جذورها في الموروث الاجتماعي. وللحرف ثلاث وظائف، كما يقول فلاسفة الإسلام ومتصوفته، وفي مقدمتهم النفري، أن يكون علامة، وأن يحفظ، وأن يشهد، وهنا لا بد لنا أن نتذكر أن نزول القرآن الكريم نشأ من الإشارة. الإشارة تحمل في طياتها الكينونة وتمتلك الهوية. في لوحاتها الحروفية وظفت الصقلي، كلمتي هي وهو، في إشارة إلى ثنائية الأشياء والكائنات، وكأني بها تسترشد بمقولة النفري، إذا ضاقت الإشارة اتسعت العبارة، والعكس، أيضا، صحيح. تقول الفنانة إن "الحرف كائن بذاته، يبدو سلسا، لكنه في كثير من الأحيان يفرض سلطته الروحية، ويصير عصيا على القبض والاحتواء، في كبريائه حلاوة، وفي بساطته حوار صامت بين اليد المبدعة، والسند واللون، والحالة النفسية للفنان".