تحتضن مدينة بروكسيل، ما بين 8 و14 يونيو المقبل، فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي للألفية، الذي يسعى إلى تقديم أفلام وثائقية رائدة، أنتجت بقارات العالم الخمس، تناقش القضايا الأساسية للإنسانية رضى بنجلون عضو لجنة التحكيم وتسعى لتحقيق الأهداف الثمانية الإنمائية للألفية، التي حددتها الأممالمتحدة حتى 2015، وهي: التقليص من الفقر والجوع، وضمان التعليم الأساسي للكل، وتحقيق المساواة والاستقلال للنساء، والتقليص من وفيات الأطفال، وتحسين صحة الأم، ومحاربة السيدا والملاريا والأمراض الأخرى، وضمان بيئة إنسانية دائمة، وتأسيس شراكة عالمية من أجل التنمية. ويتنافس في الدورة الثالثة من هذا المهرجان 16 فيلما وثائقيا من مختلف البلدان، على جوائز المهرجان الخمس، جائزة المهرجان الكبرى "الهدف الذهبي"، وجائزة أحسن رسالة تنموية "الهدف الفضي" الممنوحة من قبل صندوق الأممالمتحدة للتنمية، وجائزة أحسن رسالة حول حقوق الإنسان "الهدف النحاسي" الممنوحة من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وجائزتا لجنة التحكيم والجمهور. من بين تلك الأفلام، فيلم "كلكم ضباط" للمخرج الإسباني أوليفيي لاكس، الذي سيعرض في افتتاح المهرجان، وهو من إنتاج إسباني مغربي، حاصل على جائزة الإبداعات الجديدة بمهرجان الفيلم الوثائقي ببرشلونة هذا العام، وجائزة النقاد بمهرجان كان السينمائي سنة 2010، والفيلم التونسي "الخادمة" للمخرجة فاطمة شريف، والفليم الإيراني "بارك مارك" للمخرج لاكطاش أبيان، وفيلم "وانس أوين أهيل" للمخرجات شارلوت كوبكيت، وأنا فيتز، وأنا كلارا أهرين، من إنتاج الشيلي والسويد، والفيلم البريطاني "في السيارة مع عبدول" للمخرجين جيمس نيوتون وكريستيان هوف، والفيلم الإيراني "الحاسة السادسة" للمخرج محمد رحماني، وفيلم "هنا تحت" للمخرج كومس شاهيزيان، من إنتاج بلجيكي فرنسي، وفيلم "بوريكانكا" للمخرج ميشيل كومير من بانكلاديش، والفيلم التونسي "تحت السلم" للمخرج طارق بن كزايل. وتقدم تلك الأفلام مجموعة من المواضيع الإنسانية والبيئية، والقضايا الاجتماعية، من مثل مشكل الخادمات الصغيرات، والإدمان، والتشرد في الشوارع، والديون المتراكمة على بعض البلدان مثل اليونان، ونهر بيركانكا ببانكلاديش، وقرية أورا أومبرا بإثيوبيا. وإلى جانب هذه الأفلام، سيقدم المهرجان مجموعة من الأفلام في فقرة "بانوراما" من تركيا، ونيكاراكوا، وتونس، والمغرب، الذي سيشارك بفيلم "بودربالة" للمخرج خواكيم سيرفيرا، وهو من إنتاج مغربي إسباني، يحكي قصة "عزيز"، الموسيقي المغربي المقيم في إسبانيا، الذي يعود إلى وطنه من أجل اكتشاف أصوله. وتتكون لجنة تحكيم الدورة الثالثة من هذا المهرجان، التي يترأسها المخرج المالي شيخ عمر سيسوكو، وزير الثقافة السابق، من وأنتونيو فيجيلانتي، مدير مكتب الأممالمتحدة ببروكسل، والإعلامي المغربي رضا بنجلون، مدير البرامج الإخبارية والوثائقية بالقناة الثانية، فضلا عن أعضاء من الإكواتور، والصين، وإسبانيا، وفرنسا. يعود المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي للألفية ببروكسيل، الذي تأسس منذ سنتين، ببرمجة متنوعة تسلط الضوء على إنتاجات مجموعة من المخرجين من مختلف بقاع العالم، وهي أعمال سينمائية وثائقية تمتلك حسا عاليا من الإبداع، وتقدم نظرة أساسية لمن يرغب في فهم ما يحيط به في العالم. واختارت التظاهرة هذه السنة إبراز المغرب العربي من خلال فقرة "منطقة في قلب الحدث"، والتطرق إلى موضوع البيئة من خلال عرض ما يناهز 50 فيلما وثائقيا في المجموع. لم تبق إلا خمس سنوات لنبلغ 2015، ولهذا فمن الضروري مساندة الأهداف الإنمائية للألفية، التي اتخذ منها المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي للألفية ببروكسيل، ميسما ومجالا للاشتغال، من أجل التركيز على تلك الأهداف عبر أفلام وثائقية، لأن السينما، حسب المنظمين، لها قدرة خارقة للتشجيع على التغيير، وفتح نقاشات واسعة حول الكثير من الظواهر، والمشاكل الإنسانية، في مختلف القارات.