كشفت مصادر جمعوية أن تجار جماعة بني تيجيت، التابعة لعمالة بوعرفة، نظموا، يوم 11 ماي، وقفة احتجاجية أمام مقر الدائرة، وعبروا عن تخوفهم من الأخطار البيئية، التي تحدثها مشاكل الواد الحار، وقرروا تصعيد الاحتجاج، بسبب ما يعتبرونه تهميشا لمطالبهم. أوضح بعض التجار من منطقة بني تيجيت ل"المغربية" أن تسربات مياه الواد الحار تهدد بمعاناة أكثر للسكان، مع ارتفاع درجات الحرارة، وتهدد المنطقة ب"كارثة بيئية"، حسب تقييم المتضررين. وقال محمد قدوري (41 سنة) تاجر ببني تيجيت، في اتصال ب"المغربية"، إن قنوات شبكة الواد الحار ضيقة، وأصيبت بعدة أضرار بسبب تقادمها، وسبق أن طالب السكان بضرورة إصلاحها، قبل الشروع في تنفيذ برامج تأهيل المنطقة. بدوره، أكد الحسن أمزيان ل"المغربية" أن سكان بني تيجيت يطالبون بإصلاح شبكة الواد الحار، لتفادي ما يعتبرونه "كارثة بيئية"، لأن المياه العادمة تلوث الهواء، كما تلوث عددا من الطرق، واعتبر أمزيان المياه التي تسربت للطبقات السفلى تهدد عددا من البنايات بالسقوط. وفي الاتجاه نفسه، اعتبر محمد الهاشمي (34 سنة)، بائع دجاج، إصلاح الواد الحار في مقدمة المطالب، التي يطالب بها سكان بني تيجيت، الذين يواجهون غياب البنيات التحتية وضعف الخدمات الاجتماعية، خاصة الصحة والنقل. وذكر ادريس بوسنينة، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني تيجيت، في توضيح ل"المغربية" أن أشغال تهيئة المنطقة انطلقت بعدة شوارع، وجرى الاستعداد لإنجاز الأرصفة، ووضع طبقات تجهيز الطرقات، قبل عملية التعبيد، فيما ظلت الشبكة مهترئة، تهدد مياهها بمداهمة المنازل وسقوط البنايات المتضررة بفعل تسرب المياه. وأضاف أن تجار المدينة اعترضوا على الانجازات المقرر تنفيذها بشارع بئر أنزران، وطالبوا بضرورة إصلاح شبكة الواد الحار، قبل التهيئ لأي مشروع، لأنه، حسب قولهم، لا يمكن تمرير مشاريع تأهيل المنطقة، دون إصلاح جذري لمشاكل تعود للقرن الماضي. وأبرز أن المحلات التجارية مقفلة، وأصحابها قرروا مواصلة الاحتجاج في ظل غياب حوار يفضي لحل مشاكل تهم جميع السكان. حلول تدريجية سبق لسكان وتجار بني تيجيت أن نظموا وقفات احتجاجية، دعوا خلالها إلى إصلاح شبكة الصرف الصحي، التي يعود تاريخ إنجاز جزء منها إلى 1982، قبل تعبيد الطرق، فيما أشارت مصادر من الجماعة القروية إلى إدراج حلول تدريجية للقضاء على المشكل، ضمن دورة المجلس في فبراير الماضي، مع فتح عروض لإنجاز مشاريع تأهيل المنطقة، بما فيها النظافة، خلال يونيو المقبل. وأفادت مصادر جمعوية أن سكان بني تيجيت مهددون بأمراض الحساسية وأمراض الجلد، جراء انتشار الروائح الكريهة وتسرب المياه الملوثة، بسبب ترهل شبكة قنوات الصرف الصحي، التي جرى إنجازها بمواصفات تقليدية، وقطرها لا يتعدى 20 سنتيمترا للقادوس، إضافة إلى ما نعته بغياب جودة الإسمنت، الذي يساهم في تسرب مياه ملوثة إلى سطح بعض الطرق. وأوضح أحمد الكوز، رئيس جماعة بني تيجيت، التابعة لعمالة بوعرفة، في تصريح ل"المغربية" أن الاحتجاج الحالي أطلقه تجار الزنقة رقم 4 بشارع بئر أنزران، الذين يطالبون باستعمال قنوات صرف صحي واسعة من مادة البلاستيك، ذات الجودة العالية، فيما يستعمل المقاول، الذي ينجز المشاريع الحالية، قنوات من الإسمنت، حسب الصفقة، التي تلقاها، ويقول إنها تتوفر على معايير الجودة. وذكر رئيس الجماعة أيضا أنه جرى إصلاح شبكة الواد الحار في بعض الأحياء، فيما توجد أحياء أخرى تواجه المشكل، مؤكدا أن الشبكة تقادمت فعلا، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن تاريخ إنجاز جزء منها يعود إلى سنة 1976. وقال في اتصال سابق ل "المغربية" إن تكاليف إنجاز شبكة للواد الحار من أجل الوصول إلى حل نهائي، مرتفعة، فيما يمكن معالجة مشاكل السكان عبر حلول تدريجية. وأشار إلى أن المجلس القروي وافق، خلال دورة فبراير الماضي، على بعض الإجراءات الكفيلة بوضع حد لمشكل الواد الحار، كما أنه توصل بالموافقة من طرف السلطات العليا لإبرام اتفاقية شراكة مع الجهات المكلفة بالنظافة لتأهيل المركز وتحسين خدمات النظافة. مبالغ باهظة يعمل المجلس القروي حاليا، يضيف رئيس الجماعة نفسها، على إنجاز دراسة دقيقة للتدابير الواجب اتخاذها في إطار مواجهة مشكل الواد الحار، مؤكدا أن الحل النهائي يتطلب مبالغ مرتفعة تتجاوز قدرات المنطقة، وأن الحلول التدريجية هي الطريقة، التي تتخذها حاليا الجماعة.