بعد نجاح فيلمه الأول "نية سيئة"، يستعد الممثل الفرنسي من أصل مغربي، رشدي زم، لعرض، فيلمه الثاني "عمر قتلني"، يوم 22 يونيو المقبل، في القاعات السينمائية الفرنسية. للإشارة، رغم تعرضه للعديد من الانتقادات من طرف المقربين من عائلة الضحية جوسلين، التي اتهم الرداد بقتلها، إذ اعتبروا أن إنجاز الشريط إساءة إلى ذكراها، التي تصادف عرض الفيلم. وفي هذا السياق، قال رشدي زم لعدد من الصحف الفرنسية، إنه اختار يوم 22 يونيو موعدا لعرض فيلمه الجديد، لتزامنه مع الذكرى العشرين لمقتل "جوسلين مارشال" تكريما لها، مشيرا في تصريحات متفرقة لبعض وسائل الإعلام الفرنسية، أن الفيلم، الذي سيعرض، أيضا، بالمغرب، يهدف بالأساس إلى تناول قضية البستاني المغربي عمر الرداد، الذي اتهم وحوكم زورا بتهمة قتله جوسلين، التي اتضح في ما بعد أنه بريء منها، وهو مقتبس عن الكتاب، الذي ألفه عمر الرداد عن مأساته، تحت العنوان نفسه. وأوضح مخرج الفيلم أن "عمر قتلني"، الذي صورت معظم مشاهده بضواحي مدينة نيس الفرنسية، مسرح الجريمة، ومدينة باريس، يحاكي واقع الآلة القضائية الفرنسية التعسفية التمييزية، التي حاكمت العرق العربي لعمر، بعيدا عن المساواة وشرف المحاكمة العادلة، التي تدعو إليها فرنسا المعروفة بأنها دولة القانون، والعدالة والإنسانية. وفي هذا الإطار، قال زم "لما تعمقت في البحث حول تفاصيل القضية، التمست عناصر مهمة كان من شأنها المساهمة في تبرئة عمر رداد"، مضيفا أن إيمانه ببراءة عمر هو ما جعله يصر على إنجاز الفيلم، الذي حاول أن يكون موضوعيا، في تناوله. وأفاد زم، أن الفيلم، سينتجه الجزائري رشيد بوشارب، الذي شارك، أيضا، في كتابة السيناريو رفقة الكاتب الفرنسي أوليفييه غورس، وسيجسد أدوار البطولة، كل من الممثل الفرنسي ذي الأصول التونسية سامي بوعجيلة في دور "عمر الرداد"، والممثل الفرنسي، دنيس بوداليداس، في دور النائب العام في المحكمة، والممثل موريس بن عيشو في دور المحامي الشهير "جاك فيرجيس"، وشيرلي بوسكي في دور الضحية "جوسلين مارشال"، التي قتلت يوم 23 يونيو 1991، والممثلة الفرنسية من أصل جزائري نزهة خوادرة، والعديد من الوجوه السينمائية الفرنسية، والمغاربية. من جهته، قال كاتب السيناريو ومنتج الفيلم الجزائري رشيد بوشارب، المدافع المستميت عن "سينما مغاربية قوية وموحدة"، إنه من المنتظر أن يعرف الفيلم إقبالا جماهيريا كبيرا، خصوصا أن التونسي سامي بوعجيلة، الذي سبق له العمل مع رشدي زم، في فيلم "أنديجين"، هو من سيشخص دور البستاني عمر الرداد، المحكوم عليه ب 18 سنة سجنا سنة 1994، مضيفا أن زم يملك موهبة كبيرة في الإخراج السينمائي، بدليل أن تجربته الأولى استطاعت استقطاب أزيد من 800 ألف متفرج. ومن المنتظر أن يثير الفيلم، الذي سيعرض أواخر الشهر المقبل، الكثير من الجدل، إذ سيفتح سؤال الهوية ومستقبل الجيل الثالث من أبناء المهاجرين المغاربة، في صياغة القرار الفرنسي، وصناعة قراره السياسي بحكم أصواتهم الانتخابية، التي تؤثر في اختيار الرئيس الفرنسي المقبل. ويستعرض الفيلم عملية القتل البشعة التي تعرضت لها الأرملة الفرنسية جوسلين مارشال سنة 1991، ووجدت الشرطة عبارة "عمر قتلني"، مكتوبة بدمها في مسرح الجريمة، ليجري إيقاف البستاني عمر الرداد يومين بعدها، ويحاكم ثم يسجن لفترة قبل أن يطلق سراحه بعفو. وما يزال إلى اليوم المغربي عمر رداد يعاني قسوة العدالة ويصر إلى اليوم على براءته ويطالب بإعادة محاكمته من جديد، وفق ملف وأحداث جديدة، إذ عرفت قضيته تطورا جديدا خلال الأسبوع الجاري، بعد قرار محكمة باريسية اللجوء إلى إجراء تحاليل جديدة للحمض النووي (أ دي إين)، مما يحيى الأمل مجددا لدى البستاني المغربي، الذي وإن كان حظي بعفو من دون تبرئته من جريمة قتل مشغلته جيزلان مارشال، فإنه ما يزال يطالب دوما بمراجعة الحكم الصادر ضده في 1994. للإشارة، فإن رشدي زم، الذي ينتمي إلى أسرة مغربية متحدرة من سكورة، بورزازات، سبق له أن توج بجائزتي (أوسكار السينما الفرنسية)، فضلا عن تتويجه بجائزة أفضل دور رجالي في مهرجان كان سنة 2006، عن دوره في فيلم "أنديجين". كما لعب أدوارا سينمائية مهمة من توقيع أشهر المخرجين السينمائيين الفرنسيين، مثل أندري تيشيني، وباتريس شيرو، إلى جانب مشاركته في أفلام شهيرة إلى جانب ممثلين آخرين مثل جيرار ديبارديو، وجاد المالح.