تحت شعار "كلنا معنيون بالنهوض بالإبداع الموسيقي ورد الاعتبار للفنان المغربي"، نظمت رابطة الوحدة والتضامن، أخيرا، حفلا موسيقيا بقاعة امحمد باحنيني، تكريما لقيدوم الجوق الوطني الأستاذ عازف الكمان المتميز الجيلالي بلمهدي وذلك بمناسبة اليوم الوطني للموسيقى الذي يصادف السابع من ماي من كل سنة. شهد الحفل، المنظم بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة والجمعية الثقافية الموسيقية للمكفوفين بالمغرب، تقديم شهادات من طرف العديد من أصدقائه من الموسيقيين في حق المحتفى به، الذي اشتهر برائعته "فرحة وارزازات". وفي هذا السياق، قال المنظمون إن الجيلالي بلمهدي، الذي ولد بمدينة فاس عام 1934، ارتبط بشقيقه وأستاذه الراحل محمد بلمهدي عازف الكمان الشهير ومؤلف "رائعة فرحة"، الذي لقنه أصول الموسيقى والعزف على آلتي العود والكمان، كما حفظ العديد من الألحان المغربية والعربية، مشيرين إلى أن مساره الفني بدأ سنة 1950 مع جوق "الانبعاث"، وبعد اكتسابه خبرة واسعة في العزف على آلة الكمان، التحق عام 1957 بجوق المنوعات، الذي كان يرأسه أسطورة الكمان المغربي الراحل أحمد الشجعي، ليلتحق بعد ذلك بالجوق الوطني التابع لدار الإذاعة الوطنية، التي كان يديرها الدكتور المهدي المنجرة. وعلى خطى شقيقه، الذي أبدع معزوفة "فرحة" والرائد محمد الشجعي الذي ألف "فرحة الشعب" وغيرها من القطع الخالدة، أبدع الفنان الجيلالي بلمهدي، بدوره أعمالا فنية جميلة ناهزت 26 عملا، لعل من أشهرها "فرحة ورزازات"، التي ارتبطت باسمه، كما لحن العديد من الأغاني لمجموعة من الفنانين المغاربة من بينهم الراحل المعطي بنقاسم، ولطيفة آمال، وإدريس واكواكو، ومحمد علي. خلال مسيرته الفنية الحافلة، التي امتدت على مدى 60 سنة، لم يبخل الفنان بلمهدي في تلقين مهاراته الفنية التي اكتسبها من رواد الموسيقى المغربية والعربية للجيل الجديد، كما خص العديد من المواهب الشابة بأغان جديدة نذكر منها و"نارك حارة"، لابتسام فتحي، و"أكثر من الشوق" لمريم جلال، و"مقامو ريح الجنة"، التي غناها المطرب عبد المطلب، وكتب كلماتها عبد اللطيف بوعياد، خلال أدائه فريضة الحج سنة 2006.