أظهرت دراسة علمية بريطانية أجريت على400 امرأة ورجل أن الشيخوخة تدب إلى الأشخاص من ذوي التحصيل الدراسي المتدني بوتيرة أسرع من أقرانهم من ذوي التحصيل العالي. وأوضحت الدراسة أن تحليل الحمض النووي للأشخاص الذين خضعوا للدراسة, أثبت أن هرم الخلايا لدى البالغين من غير حمَلة المؤهلات الدراسية هو أسرع وتيرة منه لدى اولئك الحاصلين على مؤهلات جامعية. ويرى الخبراء أن المؤهلات العلمية قد تسهم في مساعدة الناس في عيش حياة صحية. وحسب جمعية مكافحة أمراض القلب البريطانية, فإن الدراسة, التي أجريت في لندن, ونشرت في دورية بحوث الدماغ والسلوك والمناعة, إن هذا يعزز الحاجة الى حل مشكلات الظلم الاجتماعي. وقد اثبتت دراسات سابقة أن تحسن المستوى الصحي للأفراد مرتبط بتحسن أوضاعهم الاجتماعية. فالأشخاص من الأسر الفقيرة هم أكثر عرضة للإدمان على التدخين, وقلة الإقبال على ممارسة التمارين الرياضية, وندرة توفر فرص لهم للحصول على العناية الصحية الجيدة, وذلك بالمقارنة مع الأفراد الأكثر ثراء. وتقول الدراسة أن نقص التعليم قد يكون عاملا سلبيا على صحة الفرد على المدى البعيد أكثر من عوامل أخرى كالدخل المادي والمكانة الأجتماعية. ويرى الباحثون أن التحصيل العلمي العالي قد يمكن الأشخاص من اتخاذ قرارات أنجع قد تؤثر على حالهم الصحية بصورة إيجابية على المدى البعيد. ويعتقد الباحثون كذلك بأن الأشخاص المؤهلين دراسيا قد يكونون أقل عرضة للوقوع ضحية للضغط النفسي على المدى البعيد, أو أنهم أكثر قدرة على التعامل مع ذلك الضغط. ويقول البروفسور أندرو ستيبتو, من جامعة يونفيرسيتي كوليج في لندن الذي أشرف على الدراسة, "إن التعليم العالي مؤشر مهم للدلالة على الحالة الاجتماعية التي يكتسبها الأفراد في المراحل المبكرة من حياتهم. وتظهر دراستنا أن التعرض طويل الأمد للظروف المعيشية والاجتماعية الصعبة, يسهم في دنو شيخوخة الخلايا البشرية".