أحالت عناصر الشرطة القضائية بالحي الحسني (الفرقة الجنائية) بالدارالبيضاء، بحر الأسبوع الماضي، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء، المتهم (ع.ف) المتابع بتهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد". وجرى اعتقال المتهم، 34 عاما، عاطل، ويقطن بحي النسيم بالبيضاء، بعد سنة ونصف من ارتكابه الجريمة، وفراره إلى مدينة مكناس التي يتحدر منها، إذ تكللت مجهودات عناصر الشرطة القضائية بالحي الحسني، بتنسيق مع مصلحة الشرطة القضائية بمكناس، التي تبين أن المتهم موضوع مذكرة بحث من قبلها، حيث انتقلت العناصر الأمنية إلى مكناس، واستقدمت المتهم إلى البيضاء، بعد إيقافه وضبطه. وتعود وقائع الجريمة إلى يناير 2010، حين جرى إخبار عناصر الشرطة بوقوع جريمة قتل بأحد المحلات المخصص لبيع الفطائر بحي النسيم بالحي الحسني. إذ انتقل المحققون على وجه السرعة إلى مسرح الجريمة، ومن خلال المعاينة الأولية، وجدوا الضحية (ب.ع) غارقا في دمائه، بعد أن تعرض لطعنة قاتلة بواسطة سكين على يد المتهم (ع.ف)، وأبانت التحريات الأولية أن المتهم لاذ بالفرار نحو وجهة معلومة، في حين، جرى نقل الضحية إلى مركز الطب الشرعي بالبيضاء، لمعرفة أسباب الوفاة. باشرت عناصر الشرطة تحرياتها من مسرح الجريمة لمعرفة ملابساتها، في الوقت الذي توصلت فيه بنتائج التشريح الطبي على جثة الضحية، الذي أثبتت أن الوفاة كانت ناتجة عن جرح في القلب. واستمرت عناصر الشرطة القضائية في تحرياتها، بالبحث عن المتهم في جميع الأماكن، التي يتردد عليها، وفرض مراقبة دقيقة عليها، ليكتشف المحققون أنه لم يتوجه إلى مسكنه بحي النسيم، كما أن باقي أفراد أسرته، باعوا الشقة فيما بعد ورحلوا إلى مدينة مكناس، ليجري تحرير مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حق المتهم، ليجري إيقافه بمدينة مكناس. ومن خلال التحقيق الأولي مع المتهم، تبين أن له سوابق قضائية في مجال السرقة الموصوفة، أدين بموجبها بسنتين حبسا موقوفة التنفيذ، والسكر العلني والسب والشتم وحيازة السلاح الأبيض دون مبرر، وأدين بموجبها بشهر واحد حبسا نافذا. وخلال التحقيق مع المتهم حول أسباب الجريمة، اعترف أنه التقى صدفة صديقا له يوم الحادث، بتاريخ 7 يناير 2010، وعلم منه أنه يريد أن يبيع هاتفه المحمول فرافقه، مضيفا أنه حصل على مبلغ 1450 درهما من عملية البيع، ثم توجها إلى حي النسيم، ثم إلى أحد الأسواق المركزية، وهناك اقتنيا مجموعة من صفائح الجعة، وثلاث قنينات من النبيذ الأحمر، وعادا إلى حي النسيم، حيث جلسا برفقة بعض الأصدقاء، وعاقروا كؤوس الخمر إلى حدود العاشرة والنصف ليلا، ليغادروا المكان، قبل أن يلتقي مرة أخرى بصديق آخر له، حين كان متوجها إلى مسكنه، فعرض عليه الأخير اقتناء المزيد من الخمر، وتناوله بالحي، الذي يقطنه فقبل فكرته، حيث توجها عند مروج للخمور، يلقب ب "ولد الحبيب"، بسيدي معروف، واقتنيا منه قنينتي خمر، واحتسيا ثم غادرا المكان في الساعة الثانية والنصف صباحا. وأكد المتهم في اعترافاته، أنه في طريقه نحو منزله، التقى بالضحية (ب.ع)، الذي ترجل من سيارة أجرة، وكان يحمل كيسا بلاستيكيا أسود اللون بين يده، فاقترب منه بحكم معرفته به، وحاول أن يعرف منه ما يحمله داخل الكيس، لكن الضحية رفض، فحاول نزعه منه بالقوة لكن الضحية قاومه بشدة، ما جعله يطلب منه، وهو يترنح من تأثير الخمر، أن يشتري له علبة سجائر، وتوجه برفقته نحو حارس ليلي، وابتاعه علبة السجائر، فادعى أنه سلم الضحية مبلغ 50 درهما، ويرغب في الحصول على المتبقي من المال، فنهره الأخير، وطالبه بالانصراف، ما جعله يستشيط غضبا، ويتوجه نحو منزل أسرته، فجلب سكينا متوسط الحجم، وأخفاه بين طيات ملابسه، ثم توجه نحو محل بيع الفطائر، الذي يعمل به الضحية، فشاهده عبر سياج المحل وهو بصدد ترتيب الكراسي، فتربص به ثم باغثه وأدخل يده عبر السياج ووجه له طعنة بالسكين في صدره، فسقط الضحية على الأرض يتألم من قوة الطعنة، في حين، أصيب المتهم بصدمة من هول ما اقترفت يداه، ولاذ بالفرار نحو محطة المسافرين ومنها استقل الحافلة نحو مدينة الرباط، حيث تخلص من أداة الجريمة بأرض خلاء، ثم انتقل إلى مدينة تازة، وبعدها استقر بمدينة مكناس، حيث اختفى عن الأنظار إلى أن جرى ضبطه وإحضاره. بعد إنهاء التحقيق مع المتهم، أحيل على النيابة العامة باستئنافية البيضاء، في حين، حررت مذكرة بحث في حق بائع الخمور.