أدانت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، نهاية الأسبوع الماضي، بأحكام تراوحت بين البراءة، و10 سنوات سجنا نافذا في حق أعضاء خلية الطبية وزوجها"، التي يتابع فيها 39 متهما في قضايا تتعلق بالإرهاب. مدانون في قضايا إرهابية أثناء مثولهم أمام استئنافية سلا (أ ف ب) وقضت الغرفة في حق كل من المتهمين توفيق الحسين ومحمد جطيط وبوشتى الشارف، بعشر سنوات سجنا نافذا، بعد إدانتهم من أجل "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام عن طريق التخويف والترهيب والعنف، مع تولي قيادة وتسيير عصابة، وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها لارتكاب عمل إرهابي، وتحريض الغير وإقناعهم بارتكاب أعمال إرهابية". * كما قضت الغرفة في حق الطبيبة، التي كانت تعمل بأحد المستشفيات العمومية بالرباط، بأربع سنوات حبسا نافذا، وقضت بخمس سنوات سجنا نافذا في حق متهم واحد، وبثلاث سنوات حبسا نافذا في حق 14 متهما، وبسنتين حبسا نافذا في حق 16 متهما فيما برأت ساحة أربعة متابعين في هذا الملف. كما قضت الغرفة بأداء أربعة متهمين ضمن هذا الملف غرامة مالية قدرها 100 ألف درهم لكل واحد منهم. يذكر أن غرفة الجنايات الابتدائية كانت أجلت مناقشة الملف، لأكثر من مرة، بسبب غياب بعض المتهمين (طالب وتلميذ انتقل إلى الجامعة)، لاجتيازهما الامتحانات الجامعية، وهو ما أسفر عن احتجاج باقي المتهمين داخل قاعة الجلسات، على التأخيرات المتوالية للملف. ويضم هذا الملف 39 متهما، في حالة اعتقال، من بينهم ضحى (ا)، 30 عاما، المتحدرة من مدينة الحسيمة، الطبيبة السابقة بأحد المستشفيات العمومية بالرباط، وأم لطفل واحد، والمتهمة بتزعم الخلية، إلى جانب زوجها خالد (ط)، 34 عاما، المتحدر من تارودانت، المزداد بالديار الفرنسية، ويعمل موظفا بوزارة البحث العلمي بفرنسا، إضافة إلى تلميذ، وستة طلبة، وأستاذ، وشخص آخر، عاطل، يتحدر من الدارالبيضاء، ومتهمين آخرين، سبق أن حوكما في إطار قانون مكافحة الإرهاب. ويتابع هؤلاء بتهم "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتحريض الغير وإقناعه على ارتكاب أعمال إرهابية، مع تولي قيادة وتسيير عصابة، وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها لارتكاب عمل إرهابي، وتحريض الغير وإقناعهم بارتكاب أعمال إرهابية". يذكر أن الطبيبة المتهمة، التي ألقي عليها القبض في دجنبر 2009، بالرباط، توجد رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسلا، إذ أفادت مصادر مطلعة أن الطبيبة كانت تدرس في إسبانيا، حيث تشبعت بأفكار متطرفة، قبل أن تتراجع عن المضي في هذا الاتجاه، مضيفة أن لها علاقة وارتباطات بأعضاء خلية تتكون من 28 متهما، جرت إحالتهم على القضاء، في إطار قانون مكافحة الإرهاب، قبل أن يضم ملف الطبيبة وزوجها ومتهمين آخرين إلى ملف هذه الخلية، ويصبح عدد المتابعين 39. وحسب مصادر أمنية، فإن أفراد هذه الخلية، التي جرى تفكيكها في شتنبر 2009 بعدد من المدن المغربية، كانوا يقومون بتهجير مغاربة إلى العراق وأفغانستان من خلال تجنيد متطوعين لتنفيذ عمليات انتحارية بالعراق، ومرشحين للعمليات القتالية، التي يقوم بها تنظيم القاعدة في الصومال وأفغانستان.