خلد الاتحاد المغربي للشغل، أمس الأحد، أولى احتفالات المركزية باليوم العالمي للشغل، الذي يصادف فاتح ماي من كل سنة في غياب زعيمه الراحل المحجوب بن الصديق الذي قاد الاتحاد لأزيد من 55 سنة. ت:الصديق وتميزت مسيرة الاتحاد المغربي للشغل، باستعراض تتقدمه الفرقة النحاسية، وبحضور عدة ضيوف من بينهم نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وعبد الواحد سهيل عضو الديوان السياسي لهذا الحزب، ومحمد أبيض، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، كما عرفت مشاركة مكثفة لأعضاء الشبيبة العاملة المغربية، وأعضاء من حركة 20 فبراير. وخيم على احتفالات عاملات وعمال الاتحاد المغربي للشغل الحدث الدموي، الذي ضرب مدينة مراكش، الخميس الماضي، وراح ضحيته مواطنون مغاربة وسياح أجانب. وندد الأمين العام للاتحاد الميلودي موخاريق، في كلمته بهذا الاعتداء، وعبر عن استنكار المركزية النقابية لهذا الفعل "البربري" الشنيع ورفضها لكل أساليب الإرهاب والهمجية، التي تستهدف النيل من بلادنا وشعبنا ومسيرة الطبقة العاملة المغربية نحو الديمقراطية وإرساء مجتمع العدالة الاجتماعية والتقدم. وجدد موخاريق، التأكيد على التزام الطبقة العاملة المغربية واستعدادها الدائم للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب، واستعادة سبتة ومليلية والجزر الجعفرية السليبة والكفاح من أجل حماية صحرائنا المغربية من كل المناورات التي تحاك ضد السيادة الوطنية. من جهة أخرى، قال موخاريق، "أعادت منظمتنا التأكيد على أن المغرب أضاع وقتا ثمينا في التلاعب بالديمقراطية وبأن كل السياسات المتتالية وفرت مجالا خصبا للانتهازيين والوصوليين والمحظوظين ما ساهم في تكريس سياسة الريع وسجلت أنه لا توجد حكومة تعبر عن إرادة الشعب الحرة، وأنه لا مراقبة حقيقية شعبية كانت أم برلمانية على العمل الحكومي". وسجل موخاريق، في كلمته العناصر الإيجابية التي تضمنها الخطاب الملكي لتاسع مارس الماضي، واعتبر أنها مازالت في حاجة إلى التدقيق والإثراء والاجتهاد، كما استعرض في كلمته أهم ملامح المذكرة الأولية حول الإصلاحات السياسية والدستورية، التي تقدم بها الاتحاد. وطالب موخاريق، أمام حشد غفير من العاملات والعمال بضرورة القطع مع كل أشكال الفساد وتزوير الإرادة الشعبية وبإجراء إصلاحات سياسية ودستورية عميقة تضمن فصلا حقيقيا بين السلط. وحمل أنصار الاتحاد المشاركون في هذا العيد الذي خلدوه تحت شعار: "الطبقة العاملة في طليعة الكفاح من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية" لافتات كتب عليها "لا للإرهاب لا للإجرام"، و"يا إرهابي يا جبان خلي بلادي في أمان"، و"الحق في الشغل واستقراره والحماية من البطالة وضمان الشغل للمعطلين"، و"لا للمس بالحق في الإضراب"، وأخرى كتب عليها، "المغرب العربي ضرورة تاريخية اقتصادية واجتماعية وسبيل لنهضة شعوبه". ولم يفت موخاريق، التطرق إلى الأوضاع العامة، التي تعيشها الشغيلة جراء "تدهور وضعيتها المادية والاجتماعية وقدرتها الشرائية في مواجهة الارتفاعات المتتالية في المواد الأساسية". وككل سنة، كانت القضية الفلسطينية حاضرة في كلمة الاتحاد المغربي للشغل وشعارات العمال، إذ رفع المشاركون في مسيرة المركزية النقابية شعارات إدانة للكيان الصهيوني، وحيوا في المقابل الصمود الفلسطيني وجددوا تضامنهم مع الشعب العراقي.