قال عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، "بعد نجاحي في مباراة ولوج المدرسة العسكرية سنة 1958، حالت أسباب خاصة دون تحقيق أملي وإشباع رغبتي، وهذا ما جعلني أبحث في بطولات جيشنا التاريخية، عبر العصور المغربية الماضية. صورة جماعية لعبد الحق المريني لحظة تكريمه رفقة عدد من المسؤولين (خاص) فغامرت في ميدان البحث والفحص والتنقيب وخرجت من مغامرتي بكتاب عن تاريخ الجيش المغربي بعنوان "الجيش المغربي عبر التاريخ"، سنة 1996. وأضاف المريني، في كلمة له، أول أمس الاثنين، بقاعة دار الثقافة، بمناسبة تكريمه في إطار الدورة الخامسة لتطوان الأبواب السبعة، المنظمة من قبل جمعية تطاون أسمير، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، "اقترح علي عميد الأدب المغربي، الدكتور عباس الجيراري أن أهيء أطروحة الدكتوراه حول علاقة الجانب البطولي والعسكري والجهادي في الأدب المغربي، كما اقترح علي كذلك البحث في الشعر الأدبي المغربي الذي واكب هذه المعارك والنضالات والحروب لأؤلف منه أطروحة جامعية يكون موضوعها شعر الحماسة في الأدب المغربي". وأوضح عبد الحق المريني "لما أخذت الأطروحة قالبها النهائي، وبعد أن قمت بإعادة تحريرها خمس مرات، اتفقت مع أستاذي المشرف الدكتور عباس الجيراري على أن نعطيها عنوان شعر الجهاد في الأدب المغربي". وأوضح مؤرخ المملكة "أعني بالجهاد الإسلامي الحقيقي الرامي إلى الدفاع عن النفس والوطن والملة، وإذا وقعوا ضحية اعتداء ما، وليس الجهاد الملفوف بالتعصب الأعمى الذي ألصق به، والذي يتناقض تناقضا تاما مع جوهره وروحه وضوابطه الأخلاقية وأهدافه الإنسانية". إذ أن الجهاد، يقول الدكتور المريني "لا يعني فقط الموت في سبيل الله، وإنما أيضا الحياة في سبيل الله". وكان الدكتور محمد الكتاني، المكلف بمهمة في الديوان الملكي، ألقى شهادة في حق المحتفى به، خلال الجلسة الافتتاحية، التي ترأسها الدكتور حذيفة أمزيان، رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بحضور والي صاحب الجلالة على ولاية تطوان، محمد يعقوبي، ووزير الدولة، محمد اليازغي، ورئيس جمعية تطاون أسمير، محمد عبد الخالق الطريس، ورئيس المجلس العلمي المحلي، عبد الغفور الناصر، ورئيس الجماعة الحضرية لتطوان، محمد إدعمار، إضافة إلى عبد الإله التهاني، مدير بوزارة الاتصال، ومحمد بوخزار، صحافي وكاتب، ومحمد الطنجاوي، صحافي وكاتب، أكد فيها أن الدكتور عبد الحق المريني يجسد قيما فكرية وعلمية وأخلاقية. وقال الدكتور محمد الكتاني إن "حفلات التكريم تعبير عن تجسيد التواصل بين جيلين، وتكريم الدكتور المريني هو فرصة لاستحضار حقبة من التاريخ الوطني لتقويم الجيل الذي رأى النور خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وهو الجيل الذي حضر للاستقلال، وانخرط في أوراش التنمية الكبرى بقيادة المغفور له الحسن الثاني، وهو جيل غلب عليه الحماس، وقد كانت مرحلة مهمة تمخض عنها جيل من القياديين والأساتذة المميزين، الذين لم يتكونوا بالجامعات، وإننا باستحضار هذا الجيل نستحضر قيم العصامية والطموح والصمود والمشاركة الفعالة في بناء المغرب". كما قدم عبد الإله التهاني، ومحمد بوخزار، ومحمد الطنجاوي، خلال هذه الجلسة، شهاداتهم في حق المحتفى به، وأجمعوا على عصاميته ونبل أخلاقه وأحقيته العلمية والفكرية في تقلد المناصب السامية، التي كلف بها من قبل جلال المغفور له الحسن الثاني، وجلالة الملك محمد السادس.