تنظر الغرفة الجنائية الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، غدا الأربعاء، استئنافيا، في ثاني جلسات محاكمة بارون المخدرات المفضل أكدي، الملقب ب"طريحة"، بعدما أجلت الجلسة الأولى المنعقدة قبل أسبوعين. وكانت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، قضت في يوليوز الماضي، في الجلسة الثامنة، بالحكم على المفضل أكدي، بست سنوات سجنا نافدا بتهمة الإرشاء، وغرامة مالية قدرها 100 ألف درهم، فيما برأته من تهمة الاتجار الوطني والدولي في المخدرات من أجل التقادم. وتميزت جلسة النطق بالحكم، باستماع هيئة المحكمة ما يزيد عن خمس ساعات، لمرافعات النيابة العامة، التي أكد ممثلها على وجوب إصدار أقصى العقوبات في حق المتهم المفضل أكدي، المتعلقة بتهمة الإرشاء، وتهريب المخدرات على الصعيدين الوطني والدولي، فيما ركزت مرافعات الدفاع على أن التهم المنسوبة إلى موكلها مر عليها أمد التقادم. وأكد المتهم أمام هيئة المحكمة، خلال الجلسة السابعة، تعرضه للتعذيب، قائلا " لقد تعرضت للتعذيب ممنهج داخل السجن"، محددا حالات التعذيب والأوقات، التي تعرض فيها لسوء معاملة حسب قوله. ونفى المتهم، خلال الاستماع إليه في الجلسة السادسة، التهم المنسوبة إليه، المتعلقة بالارشاء والاتجار الدولي في المخدرات، نافيا علاقته بمنير الرماش، والملقب ب"بلومة"، أحد كبار تجار المخدرات في الشمال، اللذين ورد اسمهما في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. يذكر أن اعتقال "طريحة"، الذي تعذر إيقافه في محاولات عديدة، جاء عقب مغادرته حفل زفاف أقيم بمدينة تطوان، بعد أن تراجعت عناصر الأمن عن قرار اعتقاله بمسقط رأسه بشفشاون، بحكم أنه يقيم بمنزله في منطقة جبلية تبعد عن المدينة بعشرات الكيلومترات، ويتوفر على حراسة مشددة، ويستحيل على الفرق الأمنية الوصول إليه دون الدخول في مواجهة مع حراسه. كما أخضعت عناصر الأمن الهاتف المحمول لأحد مساعدي "طريحة" للتنصت، وهو ما قادها إلى كشف بعض الأرقام الهاتفية، التي يستخدمها المفضل أكدي في اتصالاته، لكن استحال عليها تسجيل أي مكالمة جرت بينه ومسؤولين في الأمن أو الدرك، وهو ما يعكسه عدم تضمن الملف المحال على النيابة العامة باستئنافية الدارالبيضاء على أي تسجيل مكالمات مع المسؤولين المتهمين بالتغطية على أنشطة طريحة. يشار إلى أن ملف بارون المخدرات "طريحة" فتح منذ أزيد من سنة، ببلاغ للوكيل العام للملك، العلوي البلغيثي، أعلن من خلاله تفكيك شبكة تتكون من 17 متهما، متخصصة في الاتجار في المخدرات. ويسجل، أيضا، أن شبكة "طريحة" كانت تنشط عبر الواجهتين البحريتين بين الجبهة والقصر الصغير، حيث كانت تنطلق عمليات التهريب الدولي للمخدرات، بعد التأكد من سلامة الوضع الأمني بين المغرب وإسبانيا، كما توزع نشاط الشبكة بين مدن شفشاون، وطنجة، وتطوان.