قضت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، ليلة أول أمس الخميس، في الجلسة الثامنة، بالحكم على المفضل أكدي، الملقب ب"طريحة"، بست سنوات سجنا نافذا، بتهمة الإرشاء، وغرامة 10 آلاف درهم..فيما برأته من تهمة الاتجار الوطني والدولي في المخدرات من أجل التقادم، في حين، أكد رئيس الجلسة بعد النطق بالأحكام، أن هيئة الحكم ستحدد قريبا موعد جلسة جديدة، للبت في المطالب المدنية المتعلقة بهذا الملف، الصادرة عن إدارة الجمارك. وتميزت جلسة، أول أمس الخميس، باستماع هيئة المحكمة، خلال أزيد من خمس ساعات، لمرافعات النيابة العامة، التي أكد ممثلها وجوب إصدار أقصى العقوبات في حق المتهم، المفضل أكدي، بتهم الإرشاء، وتهريب المخدرات على الصعيدين الوطني والدولي، فيما ركزت مرافعات الدفاع على أن التهم مر عليها أمد التقادم. وكان المتهم أكد أمام هيئة المحكمة، خلال الجلسة السابعة، يوم 23 يونيو الماضي، تعرضه للتعذيب، قائلا "تعرضت لتعذيب ممنهج داخل السجن"، محددا حالات التعذيب والأوقات، التي تعرض فيها لسوء المعاملة، حسب قوله. ونفى المتهم، خلال الاستماع إليه في الجلسة السادسة المنعقدة (7 يونيو)، التهم المنسوبة إليه، المتعلقة بالإرشاء والاتجار الدولي في المخدرات، نافيا علاقته بمنير الرماش، والملقب ب"بلومة"، أحد كبار تجار المخدرات في الشمال، اللذين ورد اسماهما في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. يذكر أن اعتقال "طريحة"، الذي تعذر إيقافه في محاولات عديدة، جاء عقب مغادرته حفل زفاف، كان أقيم بمدينة تطوان، بعد أن تراجعت عناصر الأمن عن قرار إيقافه بمسقط رأسه، بشفشاون، بحكم أنه يقيم في منزل بمنطقة جبلية تبعد عن المدينة بعشرات الكيلومترات، ويتوفر على حراسة مشددة، ويستحيل على الفرق الأمنية الوصول إليه، دون الدخول في مواجهة مع حراسه، ما دفعها إلى نصب كمين له، بعد علمها بدعوته إلى حفل الزفاف. وأخضعت عناصر الأمن الهاتف المحمول لأحد مساعدي "طريحة" للتنصت، ما قادها إلى كشف بعض الأرقام الهاتفية، كان يستخدمها في اتصالاته، لكن استحال عليها تسجيل أي مكالمة بينه وبين مسؤولين في الأمن أو الدرك، وهو ما يعكسه عدم تضمن الملف المحال على النيابة العامة باستئنافية الدارالبيضاء، أي تسجيل مكالمات مع المسؤولين المتهمين بالتغطية على أنشطة "طريحة". وفتح ملف بارون المخدرات "طريحة" لأزيد من سنة، ببلاغ للوكيل العام للملك، العلوي البلغيثي، أعلن من خلاله تفكيك شبكة تتكون من 17 متهما، متخصصة في الاتجار في المخدرات.