قال محمد أمدي، رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، إن المغرب الديمقراطي الحداثي هو رهان كل الشباب، وأن الاستقرار والتنمية والديمقراطية يتطلب توفير فضاءات تحترم خصوصيات وحاجيات الشباب وتحفزهم على الإبداع والمشاركة والعطاء، في ظل دولة الحق والقانون، والمؤسسات الديمقراطية. وأشاد أمدي، في كلمة افتتاحية بمناسبة انطلاق مهرجان شباب الشعلة، أول أمس الأحد، بالرباط، بمضامين الخطاب الملكي لتاسع مارس الماضي، قائلا إن "الخطاب الملكي السامي يعد لحظة متقدمة لصالح التغيير الإيجابي ببلادنا، وانطلاقة جديدة لبناء مغرب الألفية الثالثة ضمن استراتيجية البناء المتجدد لدولة الحق والقانون". وأضاف أن الشعلة ساهمت في ورش البناء وقدمت مذكرتها للجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، ركزت فيها على ضرورة إيلاء الأهمية اللازمة للجانب التربوي والثقافي كل قضايا الطفولة والشباب في الدستور المقبل، مؤكدا أن جمعية الشعلة ستظل تساند مطالب الشباب من أجل الحرية، والكرامة، والديمقراطية، والمساواة، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية. من جانبهم، أطلق شباب الشعلة، "نداء الأمل" الموجه إلى عموم الشباب المغربي، مطالبين فيه بإنشاء مؤسسة دستورية مستقلة تعنى بقضايا الطفولة والشباب تسهل مهمة انخراط الشباب في العمل الشبابي والسياسي. وشدد النداء، الذي يتضمن تصورات الشباب السياسية والاجتماعية من أجل المشاركة في الحياة العامة، على أن بناء مغرب الشباب الديمقراطي يتحقق عبر الاهتمام بكل قضايا ومجالات الشباب، وباعتبار "العنصر البشري المغربي رأسمالا حقيقيا لبناء المغرب الممكن، لما يمثله من قوة ديمغرافية واقتراحية وإبداعية"، مطالبا بضرورة إدماج قيم المواطنة ضمن البرامج والمقررات الدراسية لترسيخ تلك القيم لدى عموم الشباب المتمدرس، وإلى فتح أبواب المدرسة العمومية أمام المبادرات الجمعوية وكل الفاعلين الاقتصاديين، خدمة لتكوين مواطن صالح منفتح على العالم الخارجي، وباعتبار الحركة الجمعوية شريكا استراتيجيا حقيقيا لبناء مغرب العدالة واحترام حقوق الإنسان والمساواة. وناشد نداء الشباب بضرورة التسريع بتحديث وإعادة تأهيل فضاءات الطفولة والشباب، بما يحترم حقوقهم وتحفيزهم على الإنتاج والإبداع. ودعم العمل التطوعي التربوي عبر توفير قاعات رياضة وثقافية متعددة الاستعمال تضمن استمرار المساهمة في الخدمة التربوية والثقافية للطفولة والشباب بالمغرب. يشار إلى أن المهرجان الوطني لشباب جمعية الشعلة للتربية والثقافة، الذي احتفى بالذكرى 36 لتأسيس الجمعية، بشعار "المغرب الممكن، مغرب الشباب ومغرب الأمل"، عرف مشاركة ما يقرب من 5000 شاب يمثلون 94 فرعا على امتداد الجهات المغربية. وحضر فعالياته كل من أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وإدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وفتح الله ولعلو، رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط، إضافة إلى فعاليات سياسية ونقابية.