دعا مسؤول عن الثوار الليبيين في مصراتة القوات الغربية رسميا إلى التدخل لحماية السكان المدنيين في هذه المدينة، التي تحاصرها القوات الموالية للقذافي منذ أسابيع. وقال نوري عبد الله عبد العاطي للصحافيين إن الثوار يطالبون بتدخل جنود بريطانيين وفرنسيين على أساس مبادئ "إنسانية"، وأضاف "إذا لم يأتوا سنموت". وأوضح عبد العاطي أن لا اتصال للثوار في مصراتة بقوات التحالف الدولي وأن طلبهم هذا أرسلوه، الأسبوع الماضي، في رسالة إلى المجلس الوطني الانتقالي, الهيئة السياسية، التي تمثل الثوار, مشيرا إلى أنهم لم يحصلوا حتى الساعة على جواب. وكان وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، أعلن أول أمس الثلاثاء، أنه "يعارض كليا" إرسال قوات إلى ليبيا, معتبرا أن الثوار هم الذين يجب أن يتولوا توجيه طائرات حلف شمال الأطلسي. وقال جوبيه أمام جمعية الصحافة الدبلوماسية في باريس، ردا على سؤال بشأن طلب مسؤول برلماني فرنسي إرسال ما بين 200 إلى 300 من عناصر القوات الخاصة لدول الحلف الأطلسي إلى ليبيا لمساعدة الثوار على إرشاد طائرات التحالف بشكل أفضل، لقصف أهداف نظام معمر القذافي "ما زلت من جانبي أعارض نشر قوات على الأرض". وأضاف وزير الخارجية "أن هذا العمل من مسؤولية المجلس الوطني الانتقالي وقواته، الذين يستطيعون القيام بهذا الدور دون أن تكون هناك ضرورة لنشر قوات على الأرض". ويتزامن تصريح جوبيه مع إعلان نظيره البريطاني، وليام هيغ، إرسال مستشارين عسكريين بريطانيين إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وأوضح هيغ أن هذا الفريق "سيقدم المشورة إلى المجلس الوطني الانتقالي حول طريقة تحسين بنى تنظيمه العسكري ووسائل اتصالاته وقدراته العملية, وحول أفضل الوسائل لتوزيع المساعدة الإنسانية والطبية". لكنه أكد أن الجنود البريطانيين لن "يشتركوا في تدريب قوات المعارضة أو تسليحها" و"لن يشاركوا في تحضير أو تنفيذ عمليات المجلس الوطني الانتقالي". من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، عن عقد مؤتمر دولي في روما حول الوضع في ليبيا في الثاني من ماي المقبل. ونقلت وكالة أنباء (آكي) الإيطالية عن الوزير الإيطالي قوله في رده على سؤال حول الحلول المقترحة للأزمة الليبية "هناك بالتأكيد إمكانيات نقوم باستكشافها وهو ما تقوم به أيضا منظمة الأممالمتحدة مع الاتحاد الإفريقي ونحن في المؤتمر الدولي، الذي سيعقد في روما سنعمل وفق الأرضية المشتركة ذاتها". وأكد فراتيني، أن "مسألة بيع النفط المستخرج في المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين الليبيين ستكون ضمن أهم مواضيع جدول أعمال مؤتمر اجتماع مجموعة الاتصال، الذي سيعقد في روما يوم 2 ماي المقبل". وقال الوزير الإيطالي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل عقب اجتماعهما في روما "نحن نعمل على تحديد الوسائل القانونية الدولية للسماح للبيع من المنتجات النفطية بالضبط في (بريقة) والمصنعين والموردين والمشترين الدوليين". بدوره, أعلن عبد الجليل أن الموضوعات الرئيسية في اجتماع مجموعة الاتصال في روما "سوف تتضمن التركيز على أن يجري التوصل إلى قرار حول هذا الشأن مع استخدام الشفافية المالية".