أمام استمرار القتال بين الثوار والقوات الموالية للعقيد القذافي, تتحرك الآلة الدبلوماسية على المستوى الدولي في محاولة منها إيجاد حل للأزمة الليبية يبدو أنه سيكون صعب المنال في ظل تشبث المجلس الوطني الانتقالي بضرورة رحيل الزعيم الليبي ورفض هذا الأخير أي حل يجبره على التخلي عن السلطة. ويعقد ممثلو نحو عشرين دولة ومنظمة اليوم الاربعاء في الدوحة الاجتماع الاول لمجموعة الاتصال حول ليبيا بمشاركة المجلس الوطني الانتقالي الذي يسعى الى اعتراف كامل به. ويأتي هذا الاجتماع عشية لقاء وزراء خارجية دول الحلف الاطلسي الخميس والجمعة في برلين لبحث الجهود الجارية من اجل تسوية الازمة الليبية التي ما زالت مستعصية مع رفض الزعيم الليبي التخلي عن الحكم المتمسك به منذ43 عاما. وأكد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أمس الثلاثاء قبل مشاركته في اجتماع مجموعة الاتصال انه لن يقبل باي حل سياسي للازمة لا يتضمن مغادرة معمر القذافي وابنائه للبلاد. ويأتي اجتماع الدوحة وسط انتقادات وجهت لحلف الشمال الأطلسي حيث اعتبر وزير الشؤون الخارجية الفرنسي الان جوبيه في هذا الصدد أن حلف الاطلسي لا يؤدي دوره "بشكل كاف" في ليبيا لتدمير الاسلحة الثقيلة لدى قوات القذافي وحماية السكان المدنيين لا سيما في مصراته. من جانبه, دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء الحلف الاطلسي إلى "مواصلة وتكثيف" مجهوده العسكري في ليبيا من اجل حماية المدنيين. من جهة أخرى, وفي جهود منها لمواجهة الأوضاع الصعبة التي يعيشها الليبيون تستعين المعارضة بتصدير النفط الخام لتلبية الاحتياجات الضرورية للمدنيين في ظل استمرار المعارك بين الثوار والقوات الموالية للعقيد القذافي. وقال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا, اليوم الاربعاء, إن المعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالقذافي يريدون زيادة صادراتهم من النفط الخام لتأمين الحصول على الغذاء ومساعدات إنسانية أخرى. وأبرز المتحدث أن حقول النفط التي تسيطر عليها المعارضة تنتج100 ألف برميل يوميا والكمية, غير أن الكمية التي يجري تصديرها " ضئيلة جدا ". وذكرت قطر العضو في منظمة (أوبك) التي عرضت مساعدة المعارضين على تسويق نفطهم أنها سهلت بيع مليون برميل من النفط وقامت بترتيب نقل أربع شحنات على الأقل من البنزين والديزل وأنواع أخرى من الوقود للمعارضين في بنغازي. وقد أيدت الولاياتالمتحدة, أمس الثلاثاء, تسويق قطر للنفط الخام الليبي نيابة عن المعارضة المسلحة. في الجانب الآخر, أعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم مساء أمس الثلاثاء أن النظام سيعمل ما في وسعه لمساعدة سكان مدينة مصراته المحاصرة منذ خمسين يوما من قبل قوات العقيد معمر القذافي. وأوضح, خلال مؤتمر صحافي, أن الحكومة سمحت لسفينة إنسانية تركية بالتوجه إلى مدينة مصراته, مذكرة بأن الحكومة وافقت أيضا على فتح مكتب للجنة الدولية للصليب الاحمر في طرابلس ودعت صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) لمساعدة اطفال مدينة مصراته.