نقلت وكالة "فرانس برس" عن ناشطين وشهود عيان، أول أمس الثلاثاء، أن الجيش السوري شدد حصاره على مدينة بانياس الساحلية، التي بدأت تشهد أزمة خبز بسبب انقطاع التيار الكهربائي، الذي عطل عمل المخابز. وقال أحد قادة حركة الاحتجاج ويدعى أنس الشهري إن "قوات الأمن والجيش مازالا يحاصران المدينة. هناك تضييق غير طبيعي ونحن لا ندري ماذا يحضرون لنا". وأشار إلى "نقص في مادة الخبز في المدينة وإلى انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الاتصالات الهاتفية في أغلب الأحيان". كما نقلت الوكالة عن أحد الشهود ويدعى عبد الباسط (فني كهرباء) قوله "إن الوضع صعب للغاية، انسحب الجيش من داخل المدينة ليتمركز عند المخارج كما قامت قوات الأمن و "شبيحة النظام" (ميليشيات) بعدة اعتقالات". وشهدت مدينة بانياس الواقعة على بعد 280 كيلو مترا شمال غرب دمشق يوما داميا بعد أن أطلق رجال الأمن النار على محتجين ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح 22 آخرين حسب ناشط حقوقي وشهود. من جهتها، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى تعرض وحدة تابعة للجيش لكمين مسلح على طريق قرب بانياس ما أدى إلى مقتل تسعة عسكريين، بينهم ضابطان وإصابة العديد من الجنود بجروح. من جهة أخرى، أفاد تلفزيون " بي بي سي" بدخول ست حافلات تحمل عناصر أمن وتلتها سيارات جيب تابعة للجيش إلى المدينة ونقل عن شهود عيان قولهم إن عناصر مسلحة من الأمن أخذت مواقعا في الملعب الرياضى بالمدينة وسمع دوى إطلاق نار لفترة وجيزة. وأعلن ناشطون حقوقيون وشهود عيان أن دبابات الجيش السوري تحاصر بانياس. وقال أحد قادة حركة الاحتجاج لوكالة "فرانس برس" إن مسلحين يتمركزون في منطقة القوز ويطلقون النار على الأحياء السكنية مشيرا إلى أنهم "يطلقون النار أيضا على الجيش لجره إلى حرب مع الشعب". وذكرت المنظمات الحقوقية أن السلطات قامت بحملة اعتقالات في الليل وقطعت التيار الكهربائي عن المدينة. وكانت العاصمة السورية دمشق شهدت تظاهر نحو ألف شخص في أول مظاهرة من نوعها في هذه المنطقة الحيوية التي تضم الكليات الرئيسية بجامعة دمشق. كما ترددت أنباء أخرى عن سقوط قتيل قيل إنه طالب في كلية العلوم لكن لم يجر حتى الآن التأكد من صحة هذه الأنباء. ودعت الجبهة الوطنية التقدمية، التي تضم عدة أحزاب على رأسها حزب البعث الحاكم الشعب السوري إلى إدراك ما وصفته ب "أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية". و توالت ردود الفعل الغربية المنددة بما يحدث في سورية وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تدين أعمال العنف في سورية وتدعو دمشق إلى "الكف فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين والى البدء دون تأخير بتنفيذ برنامج إصلاحات يستجيب لتطلعات الشعب". كما نددت الحكومة الألمانية ب "أعمال العنف، التي ارتكبتها قوات الأمن ضد المتظاهرين في سوريا ووصفتها بأنها "مثيرة للسخط والقلق". وأعرب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، ونظيره الإيطالي، فرانكو فراتيني، عن إدانتهما لأعمال العنف "غير المقبولة"، التي تستهدف المتظاهرين في سوريا.