نشطاء إن عشرات المحتجين قتلوا اليوم الجمعة في سورية عندما فتحت قوات الأمن النار على تظاهرات معارضة للحكومة في أنحاء البلاد.و من جانب آخر اعلن مسؤول سوري كبير طلب عدم الكشف عن اسمه ان عشرة اشخاص قتلوا الجمعة في مدينة الصنمين جنوب سوريا خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن. ووفقا لنشطاء على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، قتل 20 شخصا في مدينة الصنمين و15 شخصا في مدينة درعا جنوبي البلاد إضافة إلى ثلاثة آخرين في مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية. ونشرت الأرقام على صفحة "الثورة السورية 2011" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لكن لم يتسن التأكدمنها من مصدر مستقل. وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن إثنين آخرين قتلا في مدينة اللاذقية الساحلية بينما قال شهود عيان إن بعض ضحايا إطلاق النار في مدينة الصنمين كانت إصاباتهم في الرأس. ونشر حزب الإصلاح السوري المعارض الكائن بالولايات المتحدة شريطا مصوراً يظهر جثث شبان بعضهم مصاب في الرأس يتردد أنهم قتلوا خلال الاضطرابات إلا أنه لم يتسن تأكيد صحة الفيديو من مصدر مستقل. وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ):"أطلقت النار على الأفراد الذين وصلوا قادمين من المناطق القريبة لدعم مواطني مدينة درعا، في الوقت الذي اقتربوا فيه من المدينة المحاصرة". وعلى الرغم من إراقة الدماء التي تحدث نشطاء حقوق الإنسان والشهود عنها، قال وزير الإعلام السوري محسن بلال اليوم الجمعة إن الموقف "هادئ تماما" في أنحاء البلاد. وقال بلال في تصريحات للاذاعة الأسبانية إن هناك مناخا هادئا تماما في المدن السورية. وأكد بلال على أن العنف في درعا أشعله "إرهابيون" مضيفا أن جميع الإرهابيين أعتقلوا وأن الحكومة السورية ستكشف قريبا عن هويتهم. وقال بلال إنه ليست هناك أية اضطرابات في سورية. وأعلنت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أمس الخميس أنها ستناقش إلغاء قانون الطوارئ المعمول به في البلاد منذ عام 1963 كما أعلنت عن إطلاق سراح كافة النشطاء الذين أعتقلوا في درعا. كما أصدر الرئيس السوري قرارا بزيادة رواتب جميع موظفي القطاع العام وخفض الضرائب. لكن على الرغم من جهود الأسد لتهدئة الدعوات المتصاعدة التي تطالب بالإطاحة به، احتشد الآف السوريين في احتجاجات كبيرة معارضة للحكومة تحت شعار "يوم الكرامة". وقال ناشطون اليوم الجمعة إن مئات السوريين تجمعوا للقيام باحتجاجات حاشدة في مدينة درعا جنوب البلاد بينما منعت السلطات الصحفيين من دخول المدينة التي أصبحت نقطة محورية للمظاهرات. وذكر الناشطون أن السلطات أوقفت الصحفيين على مشارف درعا بدعوى عدم الحصول على ترخيص من وزارة الإعلام. ويعمل معظم الصحفيين في قنوات فضائية عربية لديها مكاتب دائمة في العاصمة دمشق. وقال ناشط في درعا لوكالة الأنباء الألمانية إن الناس في شوارع درعا مستعدون للمشاركة في احتجاج يوم الكرامة ولكن الجيش قام بغلق المدينة. وذكر الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه أن السلطات السورية لا ترغب في الحديث لوسائل الإعلام عن مذابح النظام. كما جرت احتجاجات في مدينة دير الزور شرقي البلاد وفي مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية وفق حزب الإصلاح. وذكرت وسائل إعلام لبنانية نقلا عن شهود عيان إن قوات الأمن السورية حاولت تفريق نحو 200 متظاهر ضد الحكومة في حي المزة بالعاصمة دمشق. وتردد أن العشرات اعتقلوا في ميدان المرجه بالمدينة. واحتشد نحو 15 ألف شخص اليوم الجمعة قرب المسجد الأموي بالمدينة القديمة بدمشق في مظاهرات مؤيدة للأسد حيث حملوا علم بلادهم وصور الرئيس ورددوا أناشيد وطنية معلنين ولاءهم له. و من جانب آخر اعلن مسؤول سوري كبير طلب عدم الكشف عن اسمه ان عشرة اشخاص قتلوا الجمعة في مدينة الصنمين جنوب سوريا خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن. وقال هذا المسؤول لفرانس برس "سقط عشرة قتلى في الصنمين خلال مواجهات". وكان ناشط حقوقي قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان 17 متظاهرا قتلوا في الصنمين نتيجة اطلاق النار عليهم من قبل قوات الامن بينما كانوا متوجهين الى درعا، جنوب سوريا قادمين من القرى المجاورة لها. واكد الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "لقى 17 متظاهرا مصرعهم عندما اطلق عليهم النار اثناء توجههم من الصنمين (40 كلم شمال درعا) الى درعا". ولم تتمكن الوكالة من تاكيد الخبر من مصدر محايد او من مصادر طبية. وقال شاهد عيان في الصنمين يدعى خالد لفرانس برس ان قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين بعد قيامهم برشق مقر الامن العسكري في المدينة بالحجارة ما ادى الى مقتل 13 متظاهرا. واضاف "تمكنا من سحب ثماني جثث من المكان بينما نقلت الجثث الخمس الاخرى الى مقر الامن العسكري الذي رفضوا تسليمها لنا. ونحن الان نعتصم امام الجامع الكبير في الصنمين". وقال ناشط اخر في مجال حقوق الانسان ان عدد القتلى في هذا الحادث في الصنمين بلغ 20 قتيلا. من جهة ثانية اعلن احد المشاركين في تظاهرت درعا ان اطلاق النار من قبل قوات الامن في هذه المدينة ادى الى سقوط اربعة قتلى و20 جريحا. وقال ناشط آخر في مجال حقوق الانسان ان قوات الامن اطلقت النار بعد ظهر الجمعة على متظاهرين تجمعوا في وسط درعا قرب مقر المحافظ الذي اقيل. وتابع ان "اصابات وقعت" من دون ان يحددها بالتفصيل، مضيفا ان المتظاهرين قاموا باسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الاسد واحراقه. ولم يتم التأكد من هذه المعلومات لان الصحافيين منعوا من الوصول الى درعا. و في مدريد قال وزير الاعلام السوري محسن بلال الجمعة ان الوضع "هادىء تماما" في جميع ارجاء سوريا بعد اسبوع من التظاهرات الدموية التي شهدها جنوب البلاد. وصرح بلال لاذاعة "كادينا سير" الاسبانية "السلام التام يسود المدن السورية، وقد تم اعتقال الارهابيين". واضاف بلال، الذي عمل سفيرا سابقا في اسبانيا، ان الاحداث التي وقعت الاربعاء في مدينة درعا جنوب سوريا كان وراءها "ارهابيون .. وقريبا سنكشف عن هويتهم للعالم باكمله". وانتشرت التظاهرات المطالبة باجراء اصلاحات واسعة في سوريا الجمعة من درعا الى دمشق، وقال صحافيو وكالة فرانس برس ان الشرطة اعتقلت خمسة اشخاص. واحتشد المشيعون في جنازة اثنين قتلا هذا الاسبوع في اشتباكات مع قوات الامن في درعا حيث ادت حملة القمع التي شنتها قوات الامن الى مقتل 100 شخص بحسب منظمات حقوقية. وقدرت السلطات السورية عدد القتلى بعشرة. وقال بلال ان "الجو ليس جو احتجاجات ضد الحكومة"، كما اوضح الوزير لفرانس برس انه اكد في تصريحاته للاذاعة الاسبانية ان "الهدوء يسود محافظات سورية الاربعة عشرة". واضاف للاذاعة انه رغم الدعوات للتظاهر الجمعة "فان الجو سلمي تماما في جميع ارجاء البلاد، وليس هناك اضطرابات من اي نوع" واكد ان الذين خرجوا الى الشارع "خرجوا للاشادة بالقرارات التي اتخذتها الحكومة السورية" ليل الخميس. وقالت حكومة الرئيس بشار الاسد الخميس انها تدرس الغاء قانون الطوارىء المفروض منذ عام 1963، كما اعلنت الافراج عن جميع النشطاء الذين تم اعتقالهم هذا الشهر