كشفت دراسة حول ولوج المرأة إلى سوق الشغل أن المرأة المغربية ستتمكن مستقبلا من تخطي كل الحواجز في مجال الشغل، وستتساوى مع الرجل في الجانب المهني، وفق 58 في المائة من المستجوبين، في حين، شكك أكثر من 32 في المائة في قدرتها على ذلك. هشام لخميري أثناء تكريم إحدى النساء المستجوبات (أيس بريس) وشملت الدراسة ثلاثة آلاف شخص من السكان النشطين في المناطق الحضرية، خاصة في محور الدارالبيضاء الرباط، التي يتركز فيها 60 في المائة من النشاط الاقتصادي، وأنجز خمسون في المائة من الدراسة عبر الإنترنت، في حين، جرى الجانب الآخر من الدراسة بلقاءات مباشرة. وجاء في الدراسة، التي أنجزتها مؤسسة "أمال جوب"، وقدمت نتائجها مساء أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، أن قرابة 84 في المائة من النساء يعتبرن أن السبب الرئيسي لخروجهن للعمل كان بهدف ذاتي، هو تحقيق استقلالية مادية عن الرجل والعائلة، بينما قالت حوالي 66 في المائة من المستجوبات إن سبب ولوجهن سوق الشغل كان بهدف ممارسة نشاط مهني، وقالت 36 في المائة إن الهدف هو الاستثمار في مشروع مهني، واعتبرت 23 في المائة من النساء أن خروجهن للعمل جاء لتحقيق مورد رزق تكميلي لرواتب شركاء حياتهن. وأكدت الدراسة أن أكثر من 59 في المائة من النساء لا يعتبرن أنفسهن ضحية تمييز، خلال اجتيازهن مباراة ولوج إلى العمل لأنهن نساء، في حين تعتقد قرابة 35 في المائة من النساء أنهن تعرضن للتمييز أثناء اجتيازهن مباراة العمل، وتعتقد 50 في المائة من النساء أنهن راضيات، نوعا ما، عن مسارهن المهني، بينما قالت 28 في المائة منهن إنهن راضيات جدا عن مسارهن، وذكرت أكثر من 34 في المائة من المستجوبات أن الأحكام المسبقة للرجال عليهن شكلت معيقا لهن خلال حياتهن المهنية، واعتبرت 17 في المائة أن الوقت، الذي يخصصنه لأطفالهن، يعيق حياتهن المهنية. وتعتبر 57 في المائة من النساء، حسب الدراسة، أن ارتداء الحجاب يعيق ولوج المرأة إلى سوق العمل في المغرب، حسب نوع المشغل، وجزمت 31 في المائة من النساء المستجوبات أن الحجاب عقبة أساسية للمرأة المغربية الطامحة للعمل. وأوضحت الدراسة أن قرابة 81 في المائة من النساء يجدن أن شروط العمل جيدة بالنسبة إليهن، وتتلخص في توفير جودة حياة في العمل (علاقة جيدة بينها وبين المشغل وغياب الضغط)، في حين، قالت نسبة تصل إلى 71 في المائة إن أهم شرط في الشغل هو مستوى التعويضات عن العمل. وأبرزت الدراسة أن 56 في المائة من النساء يردن تغيير المؤسسة، التي يشتغلن فيها، وتريد 45 منهن تغيير المهنة، وتطمح 35 في المائة إلى الاستفادة من تجربة مهنية في الخارج. واعتبر المشاركون في اللقاء أن المرأة المغربية تمكنت، في السنوات العشر الأخيرة، من تحسين صورتها، داخليا وخارجيا، وانتزعت مجموعة من الحقوق، وتمكنت من ولوج مجموعة من المهن والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقالت ليلى مامو، المديرة العامة لمؤسسة "وفاسلف"، في كلمة بالمناسبة، إن هناك تفاؤلا بخصوص وضعية المرأة في المجتمع المغربي، خلال السنوات المقبلة. وثمنت سوريا بدراوي إدريسي، رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاولات، نتائج هذه الدراسة، وقالت "الدراسة إيجابية بالنسبة للمرأة المغربية، وسيشجعها هذا على بذل مجهود مضاعف لتحقيق المساواة الكاملة". من جهتها، اعتبرت سلمى الزاز، مسؤولة التواصل في "لوريال المغرب"، أن وضع المرأة المغربية في المجتمع أصبح مريحا في السنوات العشر الأخيرة، مضيفة أنه "لا يجب إغفال النساء القرويات والعاملات، اللواتي لا يتعدى أجرهن ألفي درهم في الشهر، في مثل هذه الدراسة، لإعطاء صورة واضحة عن واقع المرأة المغربية". واعتبر هشام لخميري، المدير العام لمؤسسة "أمال جوب"، أن الدراسة عكست، على العموم، أن هناك طموحا كبيرا لدى المرأة المغربية لتحسين صورتها أكثر فأكثر، وقدمت واقع المرأة في علاقتها بالرجل في المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية.