تواصل الفنانة المغربية سميرة القادري، نجاحها في الديار الأوروبية، إذ أحيت حفلين ناجحين الأسبوع المنصرم، بإسبانيا، رفقة مجموعة الوتري الخماسي (طوطيم) سميرة القادري صحبة مجموعة الخماسي 'طوطيم' (خاص) وقدمت خلال الحفلين أعمال فنية، تختلف عن سابقتها، إذ تميزت بمزج مجموعة من الألوان الموسيقية العالمية، في تحاور راق اللغة الفنية. ويدخل هذا التنوع الموسيقي في سياق الموسيقى الأوبرالية العربية، وهو حقل غني ومتميز سواء على مستوى الأداء، الذي أبانت عنه الفنانة سميرة القادري، والذي يشكل منبع فخر لكل الفنانات العربيات، أو على مستوى العزف، والتأليف الموسيقي. وقدمت هذه المجموعة، التي تتكون من عازفين من إسبانيا، وروسيا، والولايات المتحدةالأمريكية، فسيفساء غنائية هزت الجمهور إلى عالم الموسيقى الرحبة، حيث تختفي الحدود بين الثقافات والأعراق والأديان، ليتوحد الجميع في فضاء الجمال الموسيقي الموسوم بالتسامح والتسامي فوق بشاعة الواقع اليومي. نظم الحفل الأول من طرف الجمعية الثقافية لمدينة قاديس تحت شعار "أصوات"، وقدمت القادري مجموعة من روائع السوبرانو، حيث غنت روائع أوبرالية تردم الهوة بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال، في إيقاع موسيقي باذخ، حمل معه عبق التاريخ العربي بمختلف مكوناته الموسيقية والغنائية. أما في الحفل الثاني، فنظم من قبل بلدية مدينة الجزيرة الخضراء، بمناسبة منح جائزة "برتوتشي" لجمعية حي بئر الشفاء بطنجة، الذي بدأته سميرة القادري بكلمة اعتراف وامتنان في حق الراحل، مصطفى عائشة، لكونها أول مغنية أوبرالية أدت قصائد "ليريكية" لهذا المؤلف الموسيقي، الذي ظلت بعض أعماله حبيسة مكتبته لأزيد من 15 سنة، وهو الذي غنت له أكثر من 90 عملا، تنوعت بين قطع موسيقية من عزف المجموعة، وأخرى أدتها سميرة القادري، من خلال وصلاتها المتألقة، كما برعت المجموعة في أداء 14 رقصة أرمينية، وزعتها على شكل حركات للروسي سيرجي أشمريان، وآخرين. (*) كاتب مغربي